صدرت عن دار ورق للنشر في دبي رواية جديدة للروائي الكردي السوري جان دوست تحمل عنوان: “عشيق المترجم” وهي روايته الأولى التي كتبها بالعربية، وتستلهم الرواية فكرة التسامح الديني، أو تحالف الأديان من أجل إنقاد البشرية وصون الحضارة.
تشتمل الرواية على سبعة فصول: “مرآة الحيرة- إستر”، و”ملح الرحيل- الحوذي الكردي- فتيان اللغة”، و”الراهب الماروني- الطبيب الإنجليزي”، و”سراج الدراويش، إلى روما”، و”شمعون النصيبيني- جرجس عبد المسيح، سابا الزجال”، و”عاصفة كريت، حقائب أمي السبع، رنين الخيال”، و”الليلة السابعة”.
وسعى جان دوست، من خلال فصول الرواية، إلى تعزيز مبدأ التسامح الديني من أجل نبذ كل أشكال العنف المفضية إلى دمار الإنسانية، وفساد الحضارات.
ومما جاء في أحد حوارات الرواية: “هل تعتقد يا رشدي أن الله بحاجة إلى جيوش جرارة وحروب وسفك دماء وأطفال يتامى ونساء أرامل وثكالى ورجال مفجوعين وشباب مذبوحين حتى تعلو كلمته؟ لا ينكر الشمس إلا أعمى يا رشدي. لكي تعلو كلمة الله، فهي ليست بحاجة لنلطخها بالدم”.
وهكذا تستند الرواية على تيمة التبادل الثقافي بين الشرق والغرب في بداية القرن الثامن عشر من خلال مجموعة من الفتيان يصطحبها راهب ماروني معه إلى إيطاليا لكي يتعلموا اللغتين اللاتينية والإيطالية في المدرسة المارونية في روما.
ويسرد الروائي دوست بلغة عربية رشيقة ومتقنة قصة الرحلة المحفوفة بالاخطار من ميناء الإسكندرون على البحر الأبيض المتوسط عبر قبرص فجزيرة كريت ثم الوصول إلى روما على متن سفينة تجارية جنوية. من خلال هذه الرحلة وما يمليه المترجم على خادمه نتعرف الى أفراد البعثة المتجهة إلى روما: الراهب الماروني أولاً، ثم سابا الزجال اللبناني، فجرجس المصري، ثم شمعون النصيبيني وأخيراً الفتى المسلم الوحيد الذي انضم الى المجموعة بأوراق زورها الراهب الماروني تحت اسم يوحنا الإنطاكي.
الرواية لا تنتهي عندما تنتهي سطورها الأخيرة. بل تمكن الكاتب من نصب فخ محكم للقارئ في نهاية روايته حيث يبدو أنها كلها لم تكن سوى مقدمة لرواية أخرى وقصص ومغامرات من نوع آخر لم يسردها المترجم العجوز لخادمه يونس حتى سابع ليلة من ليالي السرد الجميلة.
جدير بالذكر أنه سبق للكاتب أن أصدر أربع روايات باللغة الكردية ترجمت منها رواية «ميرنامه» إلى العربية وصدرت عن مشروع «كلمة» للترجمة – أبو ظبي 2011.
{jathumbnail off}
Source : https://dinpresse.net/?p=3322