أحيت الطريقة الصوفية العلوية المغربية، يوم السبت 12 شوال 1435 هـ الموافق 9 غشت 2014م، احتفالها السنوي بموسم الولي الصالح مولاي إدريس الأكبر بمدينة زرهون بمكناس. وقد حضر الحفل جمع من منتسبي ومريدي الطريقة وكذلك شيوخ ومريدي الطرق والزوايا الصوفية الأخرى بالمملكة ومحبي آل بيت رسول الله.
وتميز حفل هذا السنة، الذي يقام في إطار فعاليات موسم مولاي إدريس الأكبر وبتنسيق مع نقابة الشرفاء الأدارسة، باختيار شعار له دلالة ورمزية عند المغاربة: “رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ”.
وبخصوص هذا الشعار، أوضح الناطق الرسمي للطريقة الصوفية العلوية المغربية، رضوان ياسين: “ان الله سبحانه وتعالى خص آل البيت بعدة فضائل ومزايا عظيمة ومكانة رفيعة عالية. ومن أهم هذه المزايا المنزلة العظيمة، الرحمة، البركة والطهارة مصداقا لقوله تعالى في سورة الأَحْزَاب الآية 33: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تطهيرا)، وكذلك في سورة هود الآية 73: (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
وأضاف الناطق الرسمي للطريقة أنه “منذ أن عم الإسلام ربوع هذا الوطن إلى يومنا هذا، مع بيت الشرف العلوي، فإن محبة المغاربة لآل بيت النبي ولسبطه الأمين حامي الملة والدين جلالة الملك محمد السادس نصره الله لازالت يانعة وحية في القلوب، وبفضل من الله سبحانه وتعالى عمت البركة أرزاقهم وجعلت المودة والألفة بين مختلف مشاربهم ومكوناتهم وجمع الله شملهم بأمير المؤمنين سليل الدوحة النبوية الشريفة”.
وفي نفس السياق، أكد المسؤول عن زاوية الطريقة الصوفية العلوية المغربية بمدينة مكناس الحاج المصطفى مفليح “أن إعطاء العبد المؤمن لآل البيت المكانة العالية التي يستحقونها والاعتراف لهم بهذه الفضائل ستؤدي حتما إلى أن تشمله أيضا”.
وانطلق الحفل من ساحة المدينة بعد صلاة العصر حيث تجمع الحاضرون وانطلقوا مشيا على الأقدام إلى رحاب الولي الصالح بذكر ومديح وصلاة على رسول الله يتقدمهم فضيلة الشيخ الحاج سعيد ياسين ومقاديم الطريقة الصوفية العلوية والضيوف الكرام.
و في رحاب الضريح وكذلك القبة الحسنية المجاورة للضريح، رددت أذكار وصلوات على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتليت سور من القرآن وأقيمت الحضرة الربانية تلته قراءة دعاء اللطفية حيث رفعت بعد ذلك أكف الضراعة إلى الله عز وجل أن يرزق أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس العز والنصر والتمكين وأن يبارك خطواته الميمونة وأن يديم عليه موفور الصحة والعافية والسعادة والهناء وأن يحفظ ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن ويشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد وباقي الأسرة الملكية الشريفة. كما رفعت أكف الضراعة إلى الباري تعالى بأن يتغمد برحمته الواسعة جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني. وقد رفعت برقية ولاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وتميز الحفل يإلقاء الممثل العام للطريقة بالمملكة الشيخ سعيد ياسين كلمة أكد فيها على وجوب محبة آل البيت وغرسها في قلوب الناشئة والجيل الصاعد. وأشار فضيلته إلى أن من أسس التربية الروحية هو محبة الرسول وآل بيته الطاهرين لما لها من أثر عظيم على الفرد وعلى المجتمع. وختم فضليته كلمته بالتأكيد على ضرورة التزام كل واحد منا بالمبادئ والقيم الأخلاقية التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم والمحافظة على وحدة القلوب لأثرها الكبير على وحدة الصفوف.
وقبيل صلاة المغرب قام شيخ الطريقة العلوية الشيخ سعيد ياسين ومجموعة من مريدي الطريقة ومقدميها بزيارة إلى بيت نقيب الشرفاء الأدارسة، تم فيها ترديد مجموعة من الأمداح والتلاوات القرآنية.
واستمر الحفل بعد صلاة المغرب بالقبة الحسنية المقابلة للضريح إلى ساعات متأخرة من الليل، امتزج فيه تلاوة القرآن والمديح والسماع، مما خلق جوا روحانيا مكن الحاضرين من التزود بشذرات ربانية. وقد ألقى الأستاذ حسن كرماط عضو المجلس العلمي ببركان والأستاذ مولاي أحمد الهاشمي إمام وخطيب بمدينة مكناس والدكتور عبد العالي بن يعيش أستاذ بكلية تطوان والأستاذ عمر بو سلامة أستاذ التربية الإسلامية بأوروبا كلمات أكدوا فيها وجوب تعظيم ومحبة آل البيت لما فيها من خير كثير.
جدير بالذكر أن الطريقة الصوفية العلوية المغربية تأسست منذ أكثر من مائة عام وشيخها الحالي ومثلها العام بالمملكة المغربية الشريفة هو الشيخ الحاج سعيد ياسين وسندها متصل خلفا عن سلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولها عدة زوايا في مختلف جهات المملكة يسيرها مقدمي، حيث تقام لقاءات أسبوعية للذكر والفكر.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=3257