وقال جلالته “إن عملنا على تحسين ظروف عيش المواطنين، لا يعادله إلا حرصنا على ضمان أمنهم الروحي، وتوطيد النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني”. وهذا ما يؤكده مضمون الدعاء القرآني الذي ختم به خطابه السامي في قوله تعالى: (رب اجعل هذا البلد آمنا، وارزق أهله من الثمرات).
وأوضح أمير المومنين أن “هذا النموذج المتميز، الذي يرتكز على إمارة المؤمنين كمرجع له، وعلى المذهب المالكي، هو نتاج الإصلاحات العميقة، التي اعتمدناها خلال 15 سنة الأخيرة، من أجل تأهيل وتأطير المجال الديني”.
وحدد جلالته أهداف ووسائل هذا النموذج بقوله: “ويقوم هذا النموذج على تحصين المواطن والمجتمع من نزوعات التطرف والانغلاق والجهل، من خلال حماية المساجد من أي استغلال، باعتبارها فضاءات للعبادة والتوجيه والإرشاد ومحو الأمية”. مبرزا أن هذا “ما يهدف إليه ميثاق العلماء لسنة 2008، الذي تعززه “خطة دعم” للتأطير الديني المحلي، التي أطلقناها مؤخرا، والتي ينهض بها أزيد من 1300 إمام مرشد، بجميع مناطق المملكة”.
وبين أمير المومنين أن النموذج المغربي في تدبير الشان الديني “يرتكز على توفير تكوين علمي وديني متنور، متشبع بقيم الوسطية والاعتدال، وبالتلازم بين الحفاظ على الثوابت الإسلامية، ونهج الاجتهاد والانفتاح، بما يجعل قيم ديننا الحنيف، في انسجام مع اختياراتنا الوطنية، ومع توجهات العصر”.
وخلص الخطاب الملكي إلى أن هذا “هو ما جعل النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني يحظى بالتقدير والاهتمام، على المستوى القاري والدولي”.
وبهذه المناسبة جدد جلالته الدعوة إلى الدول الشقيقة للاستفادة من التجربة المغربية، وقال: “وفي هذا الإطار، فإننا حريصون على وضع التجربة المغربية رهن إشارة الدول الشقيقة التي تتقاسم مع المغرب التشبث بنفس المبادئ والقيم الروحية، والتي عبرت عن رغبتها في الاستفادة من النموذج المغربي، كما هو الشأن بالنسبة للتعاون في مجال تكوين الأئمة”.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=3226