اختتمت يوم أمس الأحد، 17 نونبر 2013 بفضاء مركز القرب الاجتماعي بالخميسات، أعمال الملتقى الفقهي الوطني الخامس الذي نظمه المجلس العلمي المحلي لإقليم الخميسات على مدى يومين في موضوع: “اجتهادات علماء المالكية بالغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري”، وتحت شعار “فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون”.
وأكد حدو مزيان بناصر رئيس المجلس العلمي بالخميسات، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى، أن المذهب المالكي يتسم بالواقعية ومراعاة أحكام الشرعية إيمانا منه بالتعدد والاختلاف، مما جعله مذهبا تجديديا مرنا يراعي أحوال الناس على اختلاف مشاربهم.
وأوضح أن الملتقى الوطني الخامس، الذي يشكل استمرارية للملتقيات السابقة، يواصل الانكباب على دراسة المذهب المالكي نشأة وتطورا وتسليط الضوء على خصائصه وأعلامه، من خلال التعريف بجهود رجالات المذهب بغية مواكبة المستجدات والنوازل المحدثة، واجتهاداتهم عند تعذر النصوص.
وتناقش البحوث والدراسات المقدمة بالملتقى من خلال محاور تهم “أصول الإفتاء عند علماء المالكية بالغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري ” و”الأطروحات النقدية لفقهاء المالكية بالغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري” و”خصائص المدرسة المالكية بالغرب الإسلامي خلال القرن السادس الهجري”، جهود فقهاء المالكية بالغرب الإسلامي، خلال القرن السادس الهجري، في بسط مبادئ الشريعة الإسلامية وفهم أحكامها، لحل القضايا التي عاصرتهم، وذلك في إطار تجديد صلة المغاربة بأصول مذهبهم وتعميق فهمهم لثوابتهم الدينية وتقوية تشبثهم بإمارة المؤمنين باعتبارها النظام الحامي للوحدة الدينية للمغاربة وصمام أمنهم وسفينة نجاتهم، بحسب الورقة التقديمية للملتقى.
وفي ورقته المقدمة بعنوان: “إناطة الأحكام بالمصلحة العامة من خلال نوازل ابن بشتغير” خلص الدكتور حسن الجامعي إلى أن ابن بشتغير “تعرض لأحداث واقعية وإشكالات عصرية أملاهخا واقعه، حيث نأى بنوازله عن الفقه الافتراضي والطرح النظري ولامس بجلاء واقعه الاجتماعي والثقافي والسياسي، فتحقق بهذا المنهج العلمي ارتباط الأحكام العملية بالمصلحة العامة”.
ودعا الدكتور حسن الجامعي، في توصيات ختم بها بحثه، إلى “العمل على تحقيق التكامل بين مناهج العلوم الشرعية والعلوم الاجتماعية والإنسانية على أوسع نطتق بالمؤسسات الرسمية التي تعنى بالشأن الديني، أو البحث العلمي، أو الفصل بين المتخاصمين دزن إغفال للفكر المقاصدي وأصوله، حتى لا تكرس القطيعة الفكرية بين النصوص الشرعية ومآللتها، مع توسيع البحث وتكثيفه في مجال تحقيق المصلحة”.
وتناول الدكتور عبد السلام البلغيثي، رئيس المجلس العلمي المحلي لبولمان، في بحثه المقدم في الجلسة الأولى للملتقى، “أحكام ابن رشد الجد في استخلاص النوازل من خلال كتابه الفتاوى، خصائص ومميزات فتاوى ابن رشد، وقسم أحكام إلى استنباطية واجتهادية، والجتهادية إلى قضائية وغير قضائية، مضمنا خاتمة بحثه نماذج من الفتاوى لتكييف الأحكام الفقهية المعاصرة.
ومن جهته، تطرق السيد حميد حماني اليوسي مدير مؤسسة محمد السادس لطبع ونشر المصحف الشريف، في كلمة له بالجلسة الاافتتاحية، الدور الذي تضطلع به المؤسسة منذ تأسيسها قبل ثلاث سنوات، في نشر المصحف الشريف عبر المساجد والمجالس العلمية بالمغرب وكذا في المؤسسات الدينية بكل من أوروبا وغرب إفريقيا، حيث قامت بطبع أزيد من مليونين ونصف من المصاحف منذ تأسيسها.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=2722