الشيخ في حضرة المريد

دينبريس
غير مصنف
دينبريس21 سبتمبر 2013آخر تحديث : السبت 21 سبتمبر 2013 - 8:50 مساءً
الشيخ في حضرة المريد

خليل بن الشهبة
خليل بن الشهبة
تسنى لي في الأيام القليلة الماضية زيارة إقليم أزيلال ونزول الزاوية البصيرية ببني عياط، وفي الليلة الأخيرة عرض علي الشيخ “مولاي إسماعيل” خادم الطريقة البصيرية الذهاب معه لحضور دعوة وجهها إليه أحد “الفقراء”.

كانت الدار التي قصدناها، بيت كرم وعز ومال، وعندما ولجنا قاعة الضيافة الفارهة، بادر الشيخ إلى الجلوس على الأرض، في تواضع انتقلت عدواه إلى كل الحضور.
الذي راعني في تلك الجلسة كيف أن الشيخ لا يتميز عن مريديه، صغيرهم وكبيرهم، كهلهم وشيخهم، يقبل عليهم بكليته وملامح وجهه تسكنها ابتسامة تشع منها الرحمة والمحبة.
كان في مجلسه مذكرا وواعظا ومنشدا ومعلما، وكما قال أحد الحكماء، كان كلامه معونة للعاقل وتنبيها للغافل وتعليما للجاهل.
بعد فترة من جلوسنا دخل شاب في عمر المراهقة، وشرع في السلام علينا، بدأ من اليمين، وعندما أراد الشاب مصافحة “الشيخ” بادره بالسؤال: هل صليت؟ فتمتم الشاب بكلمات مبهمة، فأعد عليه السؤال، فأجابه بأنه لم يصلي، فأمره بالذهاب ليتوضأ ويقيم صلاة المغرب لأننا على وشك الدخول في وقت العشاء، وخرج الشاب مسرعا…
بعد فترة دخل شاب في بداية الثلاثينيات من عمره، فسأله هل صليت فأجاب بنعم وهو يسأل الله أن يتقبل منه صلاته.
وأخذ الشيخ يسأل عن أحوالهم، وإذا بالشاب الأول يدخل وهو يحمل إبريقا كبيرا به ماء مغلي لإعداد الشاي، فسأله الشيخ من جديد: هل صليت؟ فأجاب بأنه توضأ وسيصلي بعد “سخرته” في إعداد الشاي، فأمره بأن يضع ما في يده ليذهب لصلاته وقال: الصلاة أولا. فانصرف الشاب لصلاته.
بعد فترة طلب “الشيخ” من الحضور الاستعداد لصلاة العشاء، فذهب أحد الأفراد للوضوء، وبعد فترة إعداد المكان وتهيئته للصلاة قام الشيخ ليؤمنا، وأقيمت الصلاة فأخذ أحد المريدين في التيمم، وصلينا العشاء، والشفع والوتر، ثم عاد الجميع إلى مجالسهم.
وما إن استوينا حتى سأل الفقير الذي تيمم عن عذره، فقال بأنه به ألم في ظهره، فأجابه بأنه ليس بعذر للتيمم، وقال بأن التيمم وإن كان سهلا فينبغي للمسلم أن يعرف كيف يؤديه، وأنه إذا لم يكن العذر مقبولا فإن الصلاة باطلة، وعلى المسيء تيممه أن يتوضأ ويعيد الصلاة.
وطلب الشيخ من المتيمم أن يتيمم أمامنا، فأحضر له حجر، فبادر الشيخ بتناوله وقلبه ثم قال بأن هذا الحجر لا يجوز التيمم به لأنه مصنوع، وطلب بإحضار “صعيد” آخر، فأتوا به فنظر إليه الشيخ وقال بأن هذا يجوز التيمم به وأمر بالحجر الأول يوضع في مكان كزينة ولا يستعمل في التيمم.
سلم “الشيخ” للمتيمم الحجر الثاني وطلب منه أن يتيمم، فكشف أن الرجل لا يحسن التيمم، فنبهه إلى ذلك وأخذ “الشيخ” في التيمم مبينا كل فعلا من أفعال التيمم بتفصيل شاف.
وختم “الشيخ” جلستنا بالدعاء الصالح.

{jathumbnail off}

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.