الزمزمي: ليس من الحكمة أن تسعى الحركات الإسلامية إلى مواقع الحكم

دينبريس
2019-11-02T14:11:39+01:00
صحافة وإعلام
دينبريس31 أغسطس 2013آخر تحديث : السبت 2 نوفمبر 2019 - 2:11 مساءً
الزمزمي: ليس من الحكمة أن تسعى الحركات الإسلامية إلى مواقع الحكم

عبد الباري الزمزمي
عبد الباري الزمزمي
حمل الفقيه المغربي، العلامة عبد الباري الزمزمي أخطاء ما حدث في مصر من تقتيل وسفك للدماء وما آلت إليه الأوضاع عقب خلع مرسي إلى الجيش بانقلابه على رئيس الشرعي والإخوان المسلمين بتعنتهم في مواقعم والأزهر بحشر انفه في “الفتنة” على حد تعبيره.

وأكد رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، في مقطع فيديو على اليوتوب، نشرت “دين بريس” نصه، أن رأيه مستند إلى الشرع، وأن “الحركات الإسلامية في العالم العربي أو الإسلامي، ليس من الحكمة أن تسعى إلى مواقع الحكم، ﻷنها إذا وصلت إلى مواقع الحكم لن تستطيع أن تخدم شعوبها، أو تقدم لها شيئا، لعدة أسباب، أسباب سياسية وأسباب ذاتية من الحركات نفسها، وهذا شيء يطول تفصيله”.
وتأول الزمزمي الآية القرآنية: (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الاَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يَرْجِعُونَ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) التي لم تذكر شعب مصر، أنها في القيادة المصرية وجيشها منذ آلاف السنين، معتبرا ان “فرعون ومن كان معه، هامان وقارون وجنودهم، أنهم كانوا مفسدين في الأرض، وكانوا طغاة وكانوا ظالمين، واستوجبوا النار”.
وأردف قائلا أن “آخر الآية: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)، طبعا، الكلام هنا عن أجيالهم اللاحقة، وعن ذريتهم، ﻷن جند فرعون دخلوا النار كلهم، ولكن من يأتي  بعدهم من أمثالهم من الجنود والقيادات جعلهم الله دعاة إلى النار، (أئمة إلى النار) بسلوكهم وباستبدادهم وبطغيانهم، والذي وقع في مصر يندرج في هذا السياق”.
وقال إن “مصر حكمها العسكر منذ ستين (60) سنة، ولم يرى الشعب المصري من العسكر إلا الويلات والنكبات العظيمة”، وأوضح الزمزمي في حديثه المصور أن “الفرق المتناحرة كلها أخطأت، أخطأ الرئيس مرسي في سياسته كما ذكر عنه الملاحظون والمراقبون وبهذه الأخطاء برر الجيش دخوله إلى الموضوع وسحب الرئيس وقلب أوضاع البلاد”، إلا ان قال “ولكن هذه الأخطاء من منطلق شرعي لا تبرر إسقاط مرسي ولا سيما أن الشعب المصري على مدى ستين عاما من حكم العسكر جلب عليه هذا الأخير بلايا وأخطاء فادحة ومع ذلك لم يتحرك الشعب المصري”.
واستعرض الفقيه المغربي أخطاء حكام العسكر، عبد الناصر والسادات ومبارك الذي “ظل في الحكم ثلاثين سنة، عاث فيها في الأرض فسادا وباطلا”، وقال أنه “لما جاء محمد مرسي، وهو على كل حال رجل نزيه ورجل مستقيم جاء عبر انتخابات نزيهة باعتراف العالم، قامت الثورة في وجهه بعد انتخابه انتخابا صحيحا”.
وأبرز أن “هذا المنطق غير مقبول، لا شرعا ولا ديمقراطية، أي أن الرئيس إذا انتخب انتخابا شرعيا صحيحا فلا مجال لخلعه بالأخطاء، ﻷن كل رئيس لا بد أن تكون له أخطاء، وحتى هذا الرئيس الانتقالي الآن سجلت عليه أخطاء كما فعل مرسي”، معتبرا “أن هذا المسلك يدعوا إلى الفوضى وإلى الفساد في الأرض، ﻷنه إذا كان كل رئيس أخطأ خلعه الشعب فلن تستقيم الأوضاع في مصر ولا في غيرها”.
وقال الزمزمي بأن “الإخوان أخطأوا بدورهم، أخطأوا بتعنتهم في مواقفهم، ﻷنه إذا كان الحرص على البلاد وعلى كرامة الشعب وعلى أمن الشعب كان على الإخوان حين رأوا الجيش تدخل في الموضوع وعزل الرئيس، كان عليهم أن يقفوا موقف التلين، وأن ينخرطوا مرة أخرى في النظام السياسي، ﻷنه أمامهم المستقبل”.
وقال “إن مصر دولة مسلمة أحب من أحب وكره من كره، إذن كان عليها أن ترجع إلى المرجعية الشرعية، لا سيما أن الأزهر حشرت نفسها أيضا في هذا الموضوع، وهذا من خطأ الأزهر”.
وبين أنه كان “على الأزهر على الأقل أن تبين للجيش الموقف الشرعي في هذه الحالة، وأنه ليس من السهل أن يخلع الرئيس هكذا، على أخطاء ارتكبها، لا بد من التريث ومن المحاولة في دفع الفتنة عن الشعب”.
وخلص في الأخير إلى أن القضية المصرية وقع فيها الأخطاء من الفرق كلها، من الجيش ومن الإخوان ومن مرسي رئيس مصر السابق، ومن الأزهر كذلك، ﻷنهم كلهم لم يلتزموا بالمرجعية الشرعية، وهذا يعود إلى طبيعة الجيش المصري كما وصفه القرآن، أنه مثل وقدوة لكل ظالم ولكل طاغية ولكل مستبد.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.