بوهندي في رده: الأنبياء استعصموا من أخطاءهم البشرية

دينبريس
غير مصنف
دينبريس27 مايو 2013Last Update : الإثنين 27 مايو 2013 - 7:30 صباحًا
بوهندي في رده: الأنبياء استعصموا من أخطاءهم البشرية

د. مصطفى بوهندي في برنامج مباشرة معكم
د. مصطفى بوهندي في برنامج مباشرة معكم
أكد الدكتور مصطفى بوهندي، مدير مركز الأديان للبحث والترجمة، في مقال تضمن توضيحاته على ما أثارته تصريحاته بخصوص عصمة الأنبياء من ردود، أن الأنبياء “ليسوا معصومين، إنهم بشر مثلنا، لكنهم يستعصمون كما يمكننا أن نستعصم، وقد اختارهم الله على علم، ليكونوا قدوة لنا، في الصواب والخطأ وفي الأحوال كلها”.

وأوضح بوهندي، في مقاله الذي عنونه بـ”استعصام الأنبياء لا عصمتهم” أنه “عندما يكون النبي معصوما عن الخطأ بمعنى “لا يمكنه فعله”، وفي هذه الحالة لا يمكن الاقتداء به، لأنه من طينة مختلفة، ولا يمكنه فعل الخطأ، ونحن يمكننا ذلك”.
وطرح بوهندي في هذا السياق تساءلا مفاده: “ما قيمة امتناع يوسف عن الاستجابة لمراودة سيدته إذا كان معصوما، ولا يمكنه أن يأتي الفاحشة”؟ ليجيب بأن يوسف عليه السلام “لم يكن كذلك، فقد كان شابا في ريعان شبابه، ويملك كل قواته الجسدية والجنسية والعقلية والعاطفية، لكنه امتنع بذاته عن ذلك الفعل، وهو ما سماه القرآن (استعصم)”، مستشهدا بقوله تعالى: (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ).
وتابع قائلا: “قيمة يوسف إنما هي في استعصامه وليس في عصمته؛ وهو ما يجعله صالحا ليكون لنا قدوة؛ إذ نحن بشر غير معصومين، ويمكننا في كثير من الحالات أن نستعصم كما استعصم يوسف، فلا نقع في الخطأ بإرادتنا، كما لم يقع يوسف من قبل في الخطأ بإرادته وليس بمنع الله له”.
وبخصوص معنى “عصمة الأنبياء”، قال بوهندي: “فإن مدار حديثنا إنما هو عن الأخطاء البشرية، وليس عن أي شيء آخر من المعاني التي يمكن أن يتحملها لفظ العصمة، و منه الحماية والحفظ، الذي نجده في قوله تعالى: (والله يعصمك من الناس).
ولقت بوهندي الإنتباه إلى أن “كل ما بينه الله في كتابه عن أنبيائه وأخطائهم لم يكن فيه أي نقص من قيمتهم أو في بلاغهم وأداء رسالتهم”. ويضيف “فالله اختارهم على علم (الله أعلم حيث يجعل رسالاته)، وقدمهم للبشر أئمة وأعلاما للهدى بهم يقتدون وعلى مثالهم يسيرون؛ وجعلهم بشرا مثل الناس، ولم يجعلهم ملائكة ولا خالدين”.
وقال: “لقد كان غرضي من الإشارة إلى الجوانب السلبية التي أثارها القرآن الكريم عند الأنبياء، هو بيان الجانب التعليمي فيها وجانب الاقتداء منها. تماما كما نتعلم من الأنبياء في جوانبهم الإيجابية ونقتدي بها”.

Short Link

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.