دعا مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان الذي اختتم أشغاله مساء أمس الخميس، 25 أبريل 2013، المجتمع الدولي للتنديد بقوة بأي شكل من أشكال العنف والاضطهاد ضد القادة الدينين والعلماء.
وسجل المشاركون في المؤتمر المنعقد بالدوحة بدولة قطر أيام 23، 24 و25 أبريل، متابعتهم بقلق بالغ العنف القائم في سوريا ضد المدنيين ورجال الدين وأماكن العبادة وخاصة اختطاف ميتروبوليت حلب السرياني الارثوذوكسي المطران مارغريغوريوس يوحنا إبراهيم ومتروبوليت حلب الروم الارثوذكسي المطران بول اليازجي اللذين كان مقررا حضورهما هذا المؤتمر لإسهاماتهما المهمة في حوار الأديان.
وشدد المؤتمرون، على أن البحث عن الأرضية المشتركة للحوار، يأتي مع الاعتراف بالاختلافات، وقال البيان الختامي، إن تطوير مهارات الحوار هامة وضرورية في وقتنا الحاضر، منوها بأن المعلمين والأسرة كلاهما يملكان دورا محوريا في تنشئة الأجيال بروح الحوار.
ودعا المصدر ذاته، الجامعات والمسؤولين عن التعليم العام بإدخال حوار الأديان في مناهجهم الدراسية وتشجيع الباحثيين في مؤسسات التعليم العالي بالاستفادة من العمل مع مؤسسات حوار الأديان لتنمية ثقافة الحوار وتطويرها.
إلى ذلك، قدم المتحدثون في هذا المؤتمر مبادرات مهمة تدور حول العمل على إقامة عدالة اجتماعية وبيئية واقتصادية وطبية على مستويات مختلفة تتراوح بين مبادرات محلية وعالمية تتمثل في شراكات دولية مع الأمم المتحدة لحماية حقوق الأقليات الدينية ورموزهم المقدسة والحقوق الأخرى، فضلا عن التشديد على أهمية مناهضة العنصرية المؤسسية من خلال التعامل مع قضية العدالة كمفهوم دائم التطور ويخدم الناس كافة من كل الأديان .
وشدد “البيان/إعلان الدوحة” على أن مؤتمر الدوحة لحوار الأديان يمكن أن يلعب دورا في تشجيع المبادرات الجماعية لتحقيق العدالة في المستقبل.
وحث المؤتمر المجتمعات الدينية على الاستمرار في التعاون بصورة بناءة لإيجاد أرضية مشتركة لخلق مجتمعات عادلة من خلال بناء كفاءات القادة الدينيين والمدنيين لخلق قيادات مسؤولة ملهمة من الرجال والنساء.
وأكد أن هذا التعاون بين المجتمعات الدينية سيؤدي ليس فقط إلى حل النزاعات في مجتمعاتهم الخاصة، إنما أيضا إلى التسامي عن المصالح الطائفية الضيقة، والاسهام في حل نزاعات المجتمعات الأخرى.. ورأى أن هذا “قد يكون عامل ضغط على أصحاب القرارات على جانبي أي نزاع”.
كما طالب إعلان الدوحة القيادات الدينية إلى الاضطلاع بدورهم في مواساة المجتمعات التي عانت بسبب النزاعات من خلال إشاعة مبادرة العفو والمصالحة فضلا عن تقديم الدعم والعلاج النفسي في هذا الصدد.
وفي محور “الثقافة الإعلامية”، أكد الإعلان أهمية استخدام القصص الشخصية في مناقشة القضايا العامة من أجل إشاعة الحياة المشتركة في المجتمعات الدينية، داعيا إلى استغلال بعض وسائل التكنولوجيا في المدارس لتنمية روح الحوار الديني وتقديم صورة جذابة صادقة موضوعية للأديان.
وأشار إلى “أنه استجابة للسيد رشاد حسين ممثل الرئيس الأمريكي، باراك أوباما الخاص لمنظمة التعاون الإسلامي فقد أعلنت الدكتورة عائشة المناعي نيابة عن مركز الدوحة لحوار الأديان عن دعوة المنظمة لتنظيم مؤتمر لمتابعة توصية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رقم 18/16 “ويأمل المركز عقد هذا الاجتماع في المستقبل القريب تحت عنوان “حماية المجتمعات الدينية ورموزها المقدسة””.
وتضمن الإعلان إشارة إلى التعاون المستمر بين مركز الدوحة لحوار الأديان ومعهد وولف في جامعة كامبردج في المملكة المتحدة، وأعلن أن المركز سيطلق هذا العام موقعا مشتركا يهتم بالأنشطة الحوارية المؤثرة المستدامة وسيكون عنوان الموقع (ESID).
وبمناسبة تزامن المؤتمر مع الذكرى العاشرة لانطلاقته منح مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لأول مرة جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان للدكتور محمد السماك “لبنان”.. كما كرم 6 شخصيات أخرى لدورهم المتميز في حوار الأديان.
وكان الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان قد أكد أن المؤتمر كان متميزا من حيث الحشد الكبير الذي شارك فيه ومستوى المناقشات والأفكار والموضوعات الواقعية التي ناقشها.
وقال إن هذا التميز تجسد أيضا في الحوار الهادئ والهادف والعميق بين أتباع الديانات وروح المحبة والأخوة التي سادت بينهم بعيدا عن روح التعصب.
وخص الدكتور إبراهيم النعيمي، موقع “دين برس” بتصريح مرئي، أشاد فيه بالمشاركة المغربية المتميزة على أعلى مستوى، سواء من قبل الدكتور لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، فضلا عن تكريم الدكتورة مريم آيت أحمد، إلى جانب شخصيات أخرى ساهمت بشكل كبير في حوار الأديان.
Source : https://dinpresse.net/?p=1297