الكتاب يقع فى 112 صفحة من الحجم المتوسط وتكشف صفحاته الاختلافات بين الأديان فى طبيعة الوحى ووسائله، حيث توجد أشكال متنوعة للوحى، منها أسلوب الوحى فى التقليد اليهودى والمسيحى والإسلامى، وهو يعتبر أكثر فهماً وإدراكا بالنسبة لنا لأنه إله شخصى يتصل بأشخاص يختارهم ليكونوا الناطقين بكلامه، ومع ذلك فهناك اختلافات ليست بالقليلة بين الديانات الإبراهيمية (اليهودية – المسيحية – الإسلام) التى تنتمى إلى مسار واحد من حيث النشأة، لكنها اتخذت أثناء نموها وتجليها فى التاريخ، طبائع مختلفة تصل أحياناً إلى حد التعارض، ورغم هذه الاختلافات، فإن طبيعة الوحى فى تلك الديانات أكثر وضوحاً من أديان الهند على الأقل، حيث يوجد فى الديانات الإبراهيمية إله محدد وله صفات محددة.
ويلمح الخشت فى نهاية كتابه إلى التأسيس الأخلاقى للوحى، ويشير إلى أن الله الكامل لابد أن يكون أخلاقياً ويرضيه الالتزام الأخلاقى، ومن ثم يستلزم هذا ضرورة أن يوجد تنبيه ما يحفز البشر على الالتزام الأخلاقى مع التأكيد على أن كثيراً من الناس لا يلتزمون دون خوف من قوى مطلقة ويزعمون نسبية المبادئ الأخلاقية كحجة للانحراف، وكثير من الناس يقولون بعدم وجود عدالة فى الحياة، فالأشرار سعداء والفضلاء تعساء، ومن ثم لابد من إعمال العدل الذى يقتضى وجود حساب.
{jathumbnail off}
المصدر : https://dinpresse.net/?p=1175