وقال البسطويسى فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إنه سيلقى بحثه عن الاستدلال على مكان طوفان نوح عليه السلام من القرآن الكريم و الدراسات الهيدرولوجية بتحليل صور الأقمار الصناعية فى جامعة أكسفورد البريطانية، وذلك بناء على دعوة تلقاها للمشاركة فى أعمال وجلسات المائدة المستديرة العاشرة بالجامعة فى شهر يوليو القادم.
وأكد أن البحث لم يتطرق لتحديد مكان رسو السفينة، ولكن تمكن من رسم خريطة دقيقة توضح المناطق التى غمرتها مياه الطوفان ومساراتها، وكذلك مكان البركان الدال على بدء الطوفان “التنور”.. مشيرا إلى أن التحليلات المختلفة التى أجريت على هذه الرسوبيات فى أماكن مختلفة من الجزيرة العربية تدل على أن الطوفان حدث خلال الفترة من 11 ألف سنة حتى 8650 سنة مضت.
وأشار إلى أن نقطة البداية للاستدلال على مكان الطوفان تناولت البحث عن “التنور” أو البركان الذى ورد ذكره فى القرآن الكريم على صور الأقمار الصناعية، مشيرا إلى أن فوران ذلك البركان كان الإشارة الإلهية على بدء الطوفان العظيم، وبالتالى فإن الماء المنهمر من السماء أثر على شكل الطفوح البركانية، وعمل على تآكلها بشكل كبير، ولم تتبق منها سوى حواف بركانية بارزة يفصل بينها أخاديد غائرة إلى السطح الأصلى للصخور قبل الطفح البركانى.
وأضاف أنه نتيجة لهذا الطوفان تكونت بحيرة هائلة زادت مساحتها عن مليون كيلومتر مربع، وكانت محصورة بين سلاسل جبال الحجاز فى الغرب وحاجز جبال طويق الممتدة طوليا بوسط المملكة العربية السعودية قبل أن يتم تقطيع أوصال حاجز جبال طويق من فيضان البحيرة الهائلة عند عدة أماكن متباعدة.
وأوضح الدكتور محمد البسطويسى، أن هذه المنطقة تنحدر من الجنوب عند ارتفاع ألف متر تقريبا فوق مستوى سطح البحر إلى الشمال حتى منخفض الأزرق فى الشام عند ارتفاع 570 مترا.. لافتا إلى أن رسوبيات هذه البحيرة والأذرع المائية المنسابة منها انتشرت فيىوسط وشرق المملكة العربية السعودية، وحوض الهلال الخصيب فى شرق سوريا ودولة العراق.
وأكد أنه من الثابت تاريخيا أن “ملحمة كلكامش” التي كتبها السومريون منذ عدة آلاف سنة قبل الميلاد تعد أقدم النصوص الأثرية التى تروى قصة الطوفان، وذلك بعد حدوثها أيضا ببضعة آلاف من السنين، مما يدل على أن حضارات بلاد الرافدين القديمة بدأت بعدما غطى الطوفان معظم الجزيرة العربية واستقرت السفينة على جبل “الجودى” كما ذكر القرآن الكريم.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=1071