الصراع الديني يهدد إفريقيا الوسطى

دينبريس
2019-11-01T22:36:05+01:00
تقارير
دينبريس2 أبريل 2013آخر تحديث : الجمعة 1 نوفمبر 2019 - 10:36 مساءً
الصراع الديني يهدد إفريقيا الوسطى

ميشال دجوتوديا أول رئيس مسلم لإفريقيا الوسطى
ميشال دجوتوديا أول رئيس مسلم لإفريقيا الوسطى
يخشى كثيرون حدوث مواجهات “دينية”، بوصول مسلمين متمردين إلى السلطة في جمهورية إفريقيا الوسطى، على الرغم من تصريحات مطمئنة أدلى بها ميشيل دجوتوديا، الذي شدد على أهمية العمل السياسي.

وذكر ميشال دجوتوديا الذي أعلن نفسه رئيسا منذ أكثر من أسبوع ليصبح أول رئيس مسلم للبلاد، يوم الجمعة الماضي”أن جمهورية إفريقيا الوسطى دولة علمانية. يعيش المسيحيون والمسلمون في دولة علمانية. صحيح أنني مسلم لكن من واجبي خدمة وطني، جميع مواطني إفريقيا الوسطى”.

وشدد دجوتوديا على القول “لم آت من أجل المسلمين، ولم آت فقط من أجل المسيحيين جئت من أجل الجميع”، لكنه أقر بأن “بعض الأشخاص من أصحاب النيات السيئة أرادوا جر البلاد إلى نزاع ديني”.

ومنذ بداية هجوم “سيليكا” في دجنبر الماضي حتى الاستيلاء على بانجي غالبا ما وجه الاتهام إلى مقاتلي تحالف المتمردين من قبل نظام الرئيس فرنسوا بوزيزي الذي اتهم المتمردين بـ “نشر الوهابية”، وهو تفسير متشدد للإسلام قريب من السلفية، أو بأنهم “إرهابيون مسلمون”.

من جهة أخرى، اعتمد المتمردون على الطائفة المسلمة التي تنظم حملات تبرع لدعمهم. وأثناء عمليات النهب بقيت ممتلكات المسلمين في منأى فيما تعرضت ممتلكات المسيحيين للتخريب مما يعطى الانطباع بان النزاع يكتسي طابعا دينيا.

كذلك فإن صورة آلاف المسلمين وهم يهتفون “الله أكبر” أثناء وصول ميشال دجوتوديا إلى المسجد الكبير في بانجي لصلاة الجمعة “صدم” بعض المسيحيين كما قال أحد سكان العاصمة.

وقال مقيم في وسط المدينة طلب عدم كشف اسمه “لم نعد في ديارنا. فهم ينهبون ممتلكاتنا التي يبيعها مسلمون بعد ذلك ويصدرونها إلى الشمال “تشاد والسودان”. وقالت سيدة تقيم في حي بنزي-في “يقولون أنه دورنا الآن. سندفعكم الثمن”.

وفي الوقت الحاضر تعد إفريقيا الوسطى خمسة ملايين نسمة، 45% منهم من البروتستانت و35% من الكاثوليك و15% من المسلمين، غالبيتهم يتحدرون من الشمال الذي ينطلق منه التمرد، و5% من الأرواحيين. وقد تعايشوا على الدوام بدون مشاكل تذكر.

ويعتبر القس نيكولا غيري كويامي الذي يترأس تحالف الإنجيليين في إفريقيا الوسطى أن ثمة “ابتزاز” يجب تلافيه يقول “مع مسلم في الحكم سنأسلم البلاد”.

وقال “إن السلطات الجديدة ليست هنا لهدف ديني بل لهدف سياسي. وعليها أن تقدم برنامجها السياسي لإقناع الشعب”.

ورأى الإمام عمر كوبلين لاياما رئيس الطائفة الإسلامية في إفريقيا الوسطى من ناحيته أنه “يجب عدم كسر هذا التعايش القائم منذ أكثر من 50 عاما”.

وقال “أطلب من المسلمين عدم القول اليوم جاء دورنا. ليس هناك أي دور فنحن جميعا مواطنين في إفريقيا الوسطى. وعلى قادة سيليكا الأخذ بالاعتبار مبادئ الإسلام. فالإسلام لا يشجع على الانقسام ولا على عمليات السرقة والنهب”.

وخلص إلى القول “لا تدعو تصرف بعض عناصر سيليكا يبرر أولئك الذين أرادوا أن يجعلوا من هذا التغيير مشكلة دينية، لأن أناسا تسببوا بلغط ديني بقولهم أنهم جاءوا ليفرضوا الوهابية أو التشدد الإسلامي”.

ويرفض المونسنيور نزابالاينجا أيضا “اللغط” ويقول “إن انتهاء الأزمة ليس دينيا لكنه سياسي. أوحت كلمات وتصرفات تجاه الطوائف المسيحية بأنها أزمة دينية”.

ولفت محللون عسكريون وأيضا سياسيون ودبلوماسيون إلى أن الإسلام الذي يمارسه سيليكا يقلقهم أقل من غياب الدولة والفراغ الأمني الذي قد يؤدي مترافقا مع الفقر إلى انتشار جماعات متطرفة جاءت من الشريط الساحلي أو إسلاميين نيجيريين من بوكو حرام.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.