التجربة التي يقودها الإسلاميون في عدد من الدول العربية والإسلامية مآلها الفشل لعدة اعتبارات:
ـ أولها، أنهم لا يمتلكون التجربة الضرورية لقيادة سفينة مجتمعاتهم نحو شط الأمان وبعيدا عن الشعبوية والبوليميك.
ـ ثانيا، لأن أغلبهم رفع شعارات ديماغوجية بعيدة عن الواقع المعقد الذي وجدوا أنفسهم في مواجهته، بل لا يمتلكون الزاد المعرفي والمعلوماتي لحل طلاسيم المشاكل المستعصية التي تعاني منها مجتمعاتهم.
فالمسألة ليست مسألة فساد أو كفاءة النخب المسيرة فقط، بل أيضا مسألة خيارات اقتصادية واجتماعية، فمن المضحك أن تقرأ أو تسمع إسلاميين يتحدثون عن تبنيهم الخيار الليبرالي وهم لا يميزون بين الليبرالية الكينزية (نسبة للاقتصادي كينز)، التي تحافظ للدولة على أدوارها الاجتماعية، و ليبرالية”بروتون وود ” أو “جماعة شيكاغو”، أي ما يسمى اليوم النيوليبرالية التي عولمت الفقر والبؤس والأزمة الإقتصادية العالمية وحولت الدولة إلى مؤسسة أمنية لخدمةوحماية “الأوليغارشيا”.
ـ ثالثا، لأن بعضهم يعيش واقعه وهو أسير الماضي ، سلفي بالمعنى السلبي للكلمة ولا يمكن لاجتهادات السلف مهما كانت قيمتها في الماضي أن تشكل حلا للمشاكل الراهنة. وعوض تفعيل الاجتهاد من خلال تعاليم القرآن الكريم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤكدة، وباعتبار مقاصد الشرع، يلجؤون إلى التقليد ومحاكات واجترار اجتهادات وأقوال التابعين.
ـ لأنهم رابعا لم يتخلصوا من فكرة الفئة الناجية التي تمتلك المشروعية والأحقية في فعل ما تريد بعيدا عن الاتفاق والتوافق مع المختلفين معهم والذين لا يشاطرونهم نفس المقاربة والرؤية..
موقع مصطفى المعتصم على الفيسبوك
المصدر : https://dinpresse.net/?p=599