دينبريس10 مارس 2013آخر تحديث : الجمعة 1 نوفمبر 2019 - 9:55 مساءً
كشف مصدر عربي رفيع المستوى لصحيفة “الراي” الكويتية أن “عبدالله السنوسي”، الذي كان رئيسا للاستخبارات العسكرية أيام الزعيم الليبي معمر القذافي اعترف بأن الإمام “موسى الصدر”، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، لم يعدم فور صدور أمر من القذافي باعتقاله في أواخر غشت 1978.
وأوضح “السنوسي” أن “الصدر احتجز بين سنتين وثلاث سنوات في مقر الاستخبارات العسكرية الليبية، ووضع مع رفيقين له كانا برفقته في زنازين تقع في طبقة تحت الأرض”.
وذكر أنه “في مرحلة لاحقة، سلم الصدر إلى مجموعة تابعة للمنشق الفلسطيني “صبري البنا “(ابو نضال)، وتولت المجموعة تنفيذ حكم الإعدام الذي أصدره القذافي في حق الزعيم الشيعي اللبناني الذي دفن في المكان نفسه الذي كانت تقيم فيه تلك المجموعة”.
وقال المصدر للصحيفة إن الزعيم الليبي، وقتذاك “لم يعد قادرا على إطلاق الصدر ورفيقيه بعد الحملة التي استهدفته والتي اتهمته بأنه أخفى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان”.
وأضاف أن “القذافي وجد في التخلص من الصدر الوسيلة الأفضل للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، خصوصا بعد انكشاف الحيلة التي اعتمدها والتي قضت بإرسال شخص يشبه الصدر إلى روما حاملا جواز سفره، بغية إقناع الرأي العام العربي والدولي أن الرجل غادر ليبيا مع رفيقيه”.
كشف مصدر عربي رفيع المستوى لـ «الراي» ان «عبدالله السنوسي الذي كان رئيسا للاستخبارات العسكرية ايام الزعيم الليبي معمّر القذافي يتعاون تعاونا تاما مع المحققين الليبيين الذين يستجوبونه في شأن الجرائم الكبيرة التي ارتكبت في عهد القذافي» الذي اعدمه ثوار ليبيون بعد القبض عليه العام 2011. وكشف المصدر نفسه الذي اطلع على سير التحقيقات مع السنوسي الذي استردته ليبيا في سبتمبر الماضي بعد لجوئه الى موريتانيا ان «الرجل اعترف، بين ما اعترف به، ان الامام موسى الصدر، رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان، لم يعدم فور صدور امر من القذافي باعتقاله في اواخر اغسطس 1978». وأوضح السنوسي، استنادا الى المصدر العربي، ان «الصدر احتجز بين سنتين وثلاث سنوات في مقر الاستخبارات العسكرية الليبية، ووضع مع رفيقين له كانا برفقته في زنازين تقع في طبقة تحت الارض». وذكر انه «في مرحلة لاحقة، سلّم الصدر الى مجموعة تابعة للمنشق الفلسطيني صبري البنا (ابو نضال). وتولت المجموعة تنفيذ حكم الاعدام الذي اصدره القذّافي بالزعيم الشيعي اللبناني الذي دفن في المكان نفسه الذي كانت تقيم فيه تلك المجموعة». ويشير المصدر الذي كشف ايضا ان السنوسي يتعاون في شكل كامل مع المحققين، انّه فسّر القرار الذي اتخذه القذافي باعدام الصدر عن طريق جماعة «ابو نضال» بشعوره بالاحراج. وقال في هذا المجال ان الزعيم الليبي، وقتذاك، «لم يعد قادرا على اطلاق الصدر ورفيقيه بعد الحملة التي استهدفته والتي اتهمته بأنه أخفى رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان». واضاف ان «القذّافي وجد في التخلص من الصدر الوسيلة الافضل للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، خصوصا بعد انكشاف الحيلة التي اعتمدها والتي قضت بإرسال شخص يشبه الصدر الى روما حاملا جواز سفره، بغية اقناع الرأي العام العربي والدولي ان الرجل غادر ليبيا مع رفيقيه». وكان مسؤولون ليبيون آخرون عملوا مع القذافي، قالوا ان الزعيم الليبي السابق امر باخراج الصدر فورا من مجلسه واعدامه بعد حصول تلاسن بينهما في الثامن والعشرين من اغسطس 1978. وروى هؤلاء أن الضابط الذي تولى اخراج الصدر من المجلس فهم أنّ القذافي امر ضمنا بتصفية الصدر. وهذا ما حصل بالفعل مباشرة بعد مغادرة الزعيم الشيعي اللبناني المجلس، حسب ما يقوله هؤلاء المسؤولون. لكنّ السنوسي روى في اثناء التحقيق معه ان «هذا ليس صحيحا وان التعليمات التي تلقاها من الزعيم الليبي قضت باحتجاز الصدر ورفيقيه في زنازين الاستخبارات العسكرية الموجودة تحت الارض». وكشف ان اعدام الزعيم الشيعي اللبناني مع رفيقيه نفّذ عن طريق جماعة «ابو نضال» وذلك بعد تورط القذّافي بارسال ثلاثة من عناصر الاستخبارات، احدهم يشبه الصدر، الى روما لاثبات ان الزعيم الشيعي غادر الاراضي الليبية. لكن هذه الحيلة لم تنطل على احد. وقال السنوسي ان ذلك جعل القذّافي يشعر بحرج شديد، فأمر بتصفية الصدر ورفيقيه. واشار المصدر العربي الى ان المعلومات التي يدلي بها السنوسي، وهو متزوج من شقيقة زوجة القذّافي، في غاية الاهمية. وقال ان هذه المعلومات تشمل كل العمليات الارهابية التي نفّذت في عهد الزعيم الليبي السابق بما في ذلك تفجير طائرة «بان اميركان» فوق لوكربي في اواخر العام 1988. لكنّ المصدر نفسه لم يستطع اعطاء اي معلومات عما قاله السنوسي عن «جريمة لوكربي» او عن جريمة اخرى مرتبطة به هي تفجير طائرة «يوتا» في 1989 فوق الصحراء الافريقية. ودين السنوسي في هذه القضية وصدر عليه حكم في فرنسا بعد اتهامه بأنه وراء تفجير طائرة الركاب التي كان مفترضا ان يكون فيها احد زعماء المعارضة الليبية.