وقال نهاري أمام جمهور واسع من طلبة المدرسة إن المسلمين فتنتهم هذه الحداثة القادمة من الغرب والتي تقوم على “التحرر من الدين” ولا “تؤمن بالغيب” وقطعت كل صلة بين العقل والوحي.
واعتبر أن الغرب كان مجبرا على إحداث تلك القطيعة في إطار ثورته ضد الكنيسة المتخلفة التي قتلت أبناءها من المفكرين والعلماء، في حين أن الوضع مختلف تماما في العالم الإسلامي الذي يستمد قوته من الوحي الذي لا يتعارض مع العقل والفكر.
وسخر المحاضر من المسلمين الذين يقلدون الغرب في علمانيته، فأرادوا أن يفصلوا الدين عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبلدانهم، حتى أصبح الفقهاء مثلا في المغرب لا يتحدثون إلا في فقه الوضوء، ولا يسمح لهم بالخروج عن هذا الإطار، وهي إشارة إلى السياسة الدينية المتبعة في المغرب والتي حددت مجالات معينة يتدخل فيها الفقهاء والعلماء.
يذكر أن عبد الله نهاري عمل خطيبا في مساجد عديدة في شرق المغرب، كان آخرها مسجد الكوثر بوجدة، وقد تم توقيفه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في 15 أبريل2011 عن الخطابة والوعظ وأيضا عن المشاركة في تأطير الجالية المسلمة بالخارج.
ووجه الداعية بقفشاته المعهودة انتقادات حادة إلى الفن المغربي ومهراجانات موازين التي قال إن أموالا طائلة تصرف في تنظيمها، في حين أن الحكومة الحالية تبحث عن مصادر لتمويل صندوق المقاصة، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة لن تقدر على تغيير هذه الأوضاع.
ولم تخرج محاضرة الأمس عن الخط الوعظي الذي دأب عبد الله نهاري عليه منذ اعتلائه الوعظ والإرشاد في المساجد، وهي دروس تذكر المتلقي بمواعظ الشيخ كيشك التي ذاع صيتها في العالم العربي والإسلامي في سبعينيات وثمانيات القرن الماضي.
دين بريس
Source : https://dinpresse.net/?p=171