الذي نزلت فيهم هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ(11))سورة النور.
نزلت هذه الآية لتبرئة السيدة عائشة رضي الله عنها من إفك الأفاكين، ولكن اليوم يخرج علينا أتباع ابن سلول كي يثيروا الريبة بين المسلمين. هذه الفتنة لا يستفيذ منها إلا أعداء الإسلام الذين يطمحون إلى رؤية دم المسلمين يهدر في الحروب بينهم ويريدون أن يثيروا الفتن الطائفية والمذهبية لتفتيت الأوطان الإسلامية ونشر الفوضى فيها كي يتسنى لهم تمرير مخططاتهم الإستعمارية بأقل كلفة.
إن الذي يلتقي مخططه موضوعيا مع مخططات الإستعمارية لا يمكن إلا أن يكون متهما لدينا مهما كان العنوان الذي يحركه. لكل من يسب أبا بكر وعمر وسيدنا عائشة رضي الله عنهم جميعا نقول إنكم أبعد ما تكونوا من أتباع أئمة أهل البيت..
فلقد جاء أحد الأعراب للإمام موسى بن جعفر الكاظم رضي الله عنه وقال له: لقد سمعت رواية عن مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر وعمر يجلد، ومن سب عائشة يقتل. قيل له: لم يقتل في عائشة؟ قال: لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين)، قال مالك فمن رماها فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل. فقال له الإمام أسببت الشيخين قال لا قال سلم بدنك من السياط. ثم قال أسببت عائشة فقال لا والله. فقال له لديك رزق في الحياة وهذه إشارة من الإمام انه لو سب عائشة فقد يقتله…
وهذا ابن عم الرسول وخليفته علي ابن أبي طالب حينما كان يوصي بها ويقول هل أوصلتم معونة أمنا. و الإمام موسى الكاظم سمى ابنته البكر على اسمها وهي عائشة بنت الإمام موسى الكاظم ؟ ولو أن الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم هم أعداء للإمام علي وأولاده فلماذا سمى أئمة آل البيت أبناءهم على أسمائهم وهل يسمي المظلوم ولده أو بنته على اسم ظالمه .
ليس من المعقول أن نترك الأصوات الناعقة تفسد علينا ديننا وتنغص علينا دنيانا وتفتن أوطاننا وتهدد وحدة أمتنا وأوطاننا وتسهل مخططات الإستعمار الجديد. يجب التصدي لكل أفاك وفتان جديد، بالقدر الذي نتصدى فيه للتطرف والتكفير والعنف. وبالقدر الذي يجب التصدي فيه للاستعمار ومخططاته التجزيئية عبر نشر قيم التسامح بين مكونات مجتمعنا على أساس من الاحترام للآخر ونشر الوعي الصحيح.
أنا أرفض أن أكون أسيرا للماضي، ولكن الدرس التاريخي مهم جدا والأهم ما فيه هي العبر التي قد نستفيذ منها. وأكبر عبرة يمكن أن نستخلصها من تاريخنا العربي الإسلامي الذي لم يكن دائما ورديا جميلا هو أن النزاع يقود إلى الفشل والفشل يقود إلى ذهاب الريح وذهاب الريح يقود إلى تفتيت الأوطان ويسهل تمرير مخططات الاستعمار. وصدق الله العظيم إذ يقول ” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” .
من موقع الأستاذ مصطفى المعتصم على الفيسبوك
المصدر : https://dinpresse.net/?p=120