وشدد العلماء علي ضرورة التخلي عن الاعتصامات والاحتجاجات التي كادت تشل عجلة الإنتاج, وتقديم مصلحة البلاد علي المصالح الشخصية والعمل علي كل ما من شأنه أن يحقق رفعة واستقرار هذا الوطن, وطالبوا وسائل الإعلام بالمساهمة في هذا الشأن واتباع أسلوب الإنارة والموضوعية بعيدا عن الإثارة والتزييف.
وأشار الدكتور محمود أحمد إبراهيم الأمين المساعد بجامعة الأزهر إلي أنه علي مدي عدة أشهر تعرضنا لصراعات ومواجهات كلامية علي الفضائيات والقنوات المحلية والجرائد والمجلات, الأمر الذي أدي إلي ضياع الكثير من وقتنا وشد أعصابنا فضلا عن العديد من أساليب الاستفزاز بنشر الأباطيل والشائعات الكاذبة وتحريض الآلاف من الشباب البريء الطاهر للتظاهر والاعتصامات الأمر الذي أدي إلي تعريض حياة العديد منهم للخطر وتسبب ذلك في تكبد مصرنا الغالية خسائر فادحة في وقت نحن احوج ما نكون فيه إلي كل قرش يهدر أو قطرة دم تنزف فإن الاقتصاد المصري يتعرض الان لتدهور غير مسبوق.
وأوضح د.محمود إبراهيم أن الفترة التي سبقت إقرار الدستور ـ رغم صعوبتها ـ إلا أنها كشفت العديد من الأقنعة الزائفة التي سقطت عن وجوه الكثير ممن يتشدقون بالديمقراطية, وطالب د. محمود إبراهيم الحكومة الجديدة المرتقب تشكيلها بألا تكون حكومة تسيير أعمال كالسوابق بل نريدها حكومة ذات مواصفات فاعلة ذات سلطات تمكن الوزير من ممارسة عمله لأداء واجبه بكفاءة تجاه تحقيق خدمة ذات جودة للوطن والمواطنين, لذا نتمني أن يتم اختيار الوزراء ممن لهم رؤية مستقبلية للتطوير والعمل علي النهوض بالبلاد اقتصاديا واجتماعيا, وأن يكون معيار الكفاءة والقدرة علي القيادة واتخاذ القرار, هو الدافع لاختيار الوزير المختص, وأن يكون من أهل الخبرة والنزاهه والورع.
الإعلام الموضوعي
في السياق نفسه طالب الدكتور زكي محمد عثمان رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر الإعلام بالتزام الموضوعية والابتعاد عن أسلوب الإثارة والتهويل والتضليل, والعمل علي ما يقرب بين صفوف فصائل وتيارات الوطن المختلفة, والكف عن سياسة التخوين والاتهامات ونشر الشائعات والأكاذيب التي انتشرت في الفترة الأخيرة, ففي الأسبوع الواحد تنتشر عشرات الشائعات والأخبار الكاذبة التي يخرج علينا المسئولون يكذبونها, والتي كان آخرها شائعة استقالة محافظ البنك المركزي, وشائعة تحويل الجنيهات إلي دولارات وغيرها الكثير والكثير من الشائعات التي تودي بالبلاد وتهدد استقرارها.. كما طالب بحظر جميع أنواع الاعتصامات والاحتجاجات, والانصراف إلي العمل والإنتاج, وإعلاء لغة الحوار ـ بآدابه ـ في شتي مجالاتنا, وأن نعطي فرصة للقيادة المنتخبة التي ارتضيناها في التحرك للأمام والبدء في بناء مؤسسات الدولة, وكفانا تحاملا وتفريطا في أرض الكنانة, وناشد د.زكي عثمان المخلصين من أساتذة الجامعات والخبراء والباحثين في شتي التخصصات تقديم رؤاهم وعرض مقترحاتهم وإسهاماتهم كل في تخصصه من أجل الخروج من الأزمة الراهنة والتغلب علي السلبيات التي لحقت بمصر منذ قيام الثورة إلي الآن.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19