سلط لقاء دراسي نظمته أكاديمية المملكة المغربية، أمس الأربعاء بالرباط، الضوء على الريادة المتواصلة لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن مدينة القدس وتعزيز صمود الفلسطينيين فيها.
وركز اللقاء، الذي خصص لتقديم قراءة في كتاب “جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، الأمانة العظمى”، على الأبعاد السياسية والإنسانية والدينية لهذا الالتزام، مبرزا أن دعم المغرب للقدس ينبع من وعي حضاري راسخ ومسؤولية تاريخية ممتدة تتجاوز المواقف الظرفية.
واستعرض المشاركون الأدوار التي تضطلع بها لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف، مؤكدين أن العمل المغربي يتسم بالاستمرارية والميدانية، ويتجسد في مبادرات ملموسة لحماية المدينة ومقدساتها وتثبيت سكانها.
وشدد اللقاء على أن علاقة المغاربة بالقدس لا تقتصر على البعد الرمزي، بل تستند إلى روابط روحية وتاريخية عميقة، جسدها الوجود المغربي في المدينة منذ قرون، ويعد “حي المغاربة” أحد أبرز شواهدها الحية.
وركزت المداخلات على أهمية الكتاب في توثيق الجهود الملكية الهادئة والمثمرة في نصرة القدس، معتبرين إياه مرجعا أكاديميا يجمع بين التحليل العلمي والتجربة الميدانية، ويبرز خصوصية الدور المغربي ضمن منظمة التعاون الإسلامي.
ونوه اللقاء بالدور الميداني لوكالة بيت مال القدس الشريف، باعتبارها واحدة من المؤسسات النادرة التي تواصل العمل الميداني لحماية المعالم والمقدسيين، رغم التحديات السياسية والقانونية.
واختتم اللقاء بالتأكيد على أن المغرب يواصل، بقيادة جلالة الملك، حمل الأمانة التاريخية تجاه القدس، في سياق دولي يحتاج إلى مبادرات مسؤولة تعيد الاعتبار للعدالة والسلام، وتحول دون الانزلاق نحو العنف والتطرف.
ويأتي هذا اللقاء في سياق صدور كتاب “جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، الأمانة العظمى” عن منشورات مركز “بيت المقدس للبحوث والدراسات” سنة 2024، ويتوزع المؤلف على سبعة فصول، إضافة إلى ملحق وثائقي خاص يتضمن حضور وكالة بيت مال القدس الشريف في خطب ورسائل جلالة الملك محمد السادس، وتقارير لجنة القدس المرفوعة إلى مؤتمرات القمة الإسلامية، ومجموعة من المشاريع المنجزة ما بين 2000 و2022.