20 أكتوبر 2025 / 20:30

وداع وطني لمفتي إثيوبيا الراحل الحاج عمر إدريس

تحرير: دين بريس

ودعت إثيوبيا، اليوم الإثنين ، المفتي العام السابق للبلاد الحاج عمر إدريس، في مراسم رسمية وشعبية مهيبة بالعاصمة أديس أبابا، حضرها رئيس الجمهورية تايي آطقي سيلاسي وعدد من كبار المسؤولين وزعماء الطوائف الدينية، إلى جانب عشرات الآلاف من المواطنين الذين جاؤوا من مختلف أنحاء البلاد لتوديع أحد أبرز العلماء والرموز الدينية في إثيوبيا. وقد أديت صلاة الجنازة في مسجد بنين الكبير، وسط حشود غفيرة امتلأت بها الساحات والشوارع المحيطة، قبل أن يُنقل جثمانه إلى قاعة الألفية حيث أقيمت مراسم التأبين الرسمية التي نقلها التلفزيون الإثيوبي مباشرة.

وخلال مراسم التأبين، أشاد المتحدثون بمسيرة المفتي الراحل العلمية والدعوية، وبجهوده في نشر قيم الوسطية والتسامح، وتعزيز التعايش بين المسلمين والمسيحيين في البلاد. كما ألقى رئيس الجمهورية كلمة وصف فيها الفقيد بأنه “رمز للسلام والعلم”، فيما أكد رئيس الوزراء آبي أحمد أن إرث الشيخ عمر إدريس سيبقى مصدر إلهام للأجيال المقبلة لما قدمه من إسهامات في ترسيخ ثقافة الحوار والتفاهم بين مكونات المجتمع الإثيوبي.

ويعد الشيخ عمر إدريس، الذي توفي عن عمر ناهز 88 عاما، من أبرز علماء إثيوبيا في القرن الأخير، وأحد مؤسسي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البلاد، حيث ترأسه بين عامي 2018 و2022. ترك وراءه أكثر من خمسين مؤلفا في الفقه والتفسير والحديث، وخلد اسمه بترجمته لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمهرية، وبجهوده التعليمية والإصلاحية التي امتدت لأكثر من نصف قرن. وبرحيله، فقدت إثيوبيا عالما جليلا كرس حياته للعلم والدعوة، ورمزا للتعايش والحكمة سيظل حاضرا في ذاكرة الأمة.