منال السقاط ـ متدربة، طالبة بمدرسة فهد للترجمة
أُنقذ رضيع يبلغ من العمر شهرين على السواحل المغربية والذي كان محملا على ظهر أمه. هاته الأخيرة كانت من ضمن المهاجرين الذين حاولوا الهجرة إلى سبتة المحتلة سباحة.
وأثارت الصورة صدمة في وسائل الاعلام، وجدلا في مواقع التواصل المغربية، التي استنكرت في أول المطاف مصداقيتها. فقد ظن البعض أن الأمر يتعلق بصورة التقطت في تركيا، غير أنه ثبتت موثوقيتها في آخر المطاف.
وحسب “خوان فرانشيسكو فالي”، وهو الغواص التابع للحرس المدني الإسباني الذي أنقد الرضيع، فالأمر ليس غريبا، إذ أن مهنته تجعله يتعامل مع العديد من الأحداث المأساوية.
غرق شابين:
وانتهت الرحلة بالنسبة لشخصين حاولا العبور، إذ فارقا الحياة غرقا. وقد عثر على الجثة الأولى يوم الاثنين 17 ماي 2021 في حين عثر على الجثة الثانية يوم الخميس 20 ماي 2021.
وتم التعرف على الجثة الثانية ويتعلق الأمر بـ”صابر عزوز” والذي يبلغ من العمر 19 سنة. اتهمت عائلة الهالك السلطات الإسبانية بإخفاء حقيقة وفاته، إذ بينت صور فوتوغرافية تواجد جروح على جثته.
واتهم والد الضحية السلطات الاسبانية بقتلها لصابر، انطلاقا من الصور التي تم تداولها، حيث كانت تظهر بعض الدماء على جثته، مما يطرح مسألة تعنيفه من قبل الحرس المدني الإسباني.
واعتبر مرصد الشمال لحقوق الإنسان، في بلاغ له، أن استعمال العنف ضد الشاب المذكور يُعد انتهاكا للاتفاقيات والمواثيق الدولية والأوربية لحقوق الإنسان وتطورا خطيرا في التعامل مع المهاجرين والهجرة بجنوب البحر الأبيض المتوسط، مطالبا بكشف حيثيات قضية “القتل العمد”.
هل الفقر هو السبب؟
ربما سببت جائحة كورونا في تنامي الفقر بالمغرب، إذ ارتفع معدل الفقر(الوطني) إلى 11.7% خلال الحجر الصحي، بنسبة 19,8% في المجال القروي و7,1% في المجال الحضري.
كما أدى اغلاق الحدود بين المغرب (باب سبتة) إلى سد مصدر عيش الملايين من العائلات الذين كانوا يقتضون مصدر رزقهم من المبادلات التجارية مع اسبانيا.
وظلت الأوضاع على هذا الحال رغم الاحتجاجات التي أقيمت بتاريخ 5 و 12 فبراير 2021 ، الشيء الذي أدى إلى إغلاق العديد من المتاجر من بينهم متجر “صابر عزوز”.
ففي الأصل كان ما يسمى بالاقتصاد التهريبي”، حيث كانت حوالي 3500 امرأة تحمل السلع الإسبانية في أكياس ضخمة فوق ظهورهن، لكن المغرب أوقف ذلك في أكتوبر 2019 وأغلقت المعبر الحدودي في مارس 2020.
فهناك تحليلات إعلامية، خصوصا على الضفة الأخرى، تمعن في تصوير ما حدث في سبتة من إقدام آلاف الشباب من الارتماء في أحضان البحر كان سببه الفقر والبطالة، كما أن هناك تحليلات أخرى معادية تتهم المغرب بأنه وراء هذه المناورة، ردا على استقبال اسبانيا لمجرم حرب هو ابراهيم غالي، زعيم البوليساريو.
وفي جميع الأحوال يقتضي الأمر من الحكومة المغربية معالجة مشاكل التنمية الداخلية والهشاشة التي تعاني منها فئات كثيرة، كما أنه ينبغي الانتباه إلى ما تنشره بعض وسائل الاعلام الغربية والتي تحاول شيطنة المغرب، في إطار صراع دولي في المنطقة تتداخل فيه كثير من المصالح..
المصدر : https://dinpresse.net/?p=14571