نشر موقع “The Conversation” تقريرا عن التحولات التي تشهدها إيران على مستوى المعتقدات الدينية والتوجهات العلمانية.
وكتب التقرير (ترجمه بالعربية موقع “فنك“) أستاذ الدراسات الدينية المساعد بجامعة أوتريخت بويان التميمي عرب، وأستاذ القانون العام والأحكام المساعد بجامعة تيلبورخ عمار مالكي.
وأشار الباحثان إلى أنه في يونيو 2020، قام معهد بحثي يعملان لصالحه، ويحمل اسم مجموعة تحليل وقياس اتجاهات الآراء في إيران “the Group for Analyzing and Measuring Attitudes in IRAN”، باستطلاع للرأي على شبكة الإنترنت بالتعاون مع لادان بورومند، وهي شريك مؤسس لمركز عبد الرحمن بورومند لحقوق الإنسان في إيران.
وأكدت نتائج استطلاع الرأي وجود موجة علمنة غير مسبوقة داخل المجتمع الإيراني.
وتكشف نتائج البحث عن تغيُّرات جذرية في التديِّن الإيراني، مع ازدياد العلمنة وتنوع الأديان والمعتقدات، حيث يشير التقرير إلى أن 40% فقط من المشاركين في البحث يعرّفون عن أنفسهم كمسلمين مقارنةً بالإحصاءات الرسمية التي تذهب إلى أن 99.5% من السكان مسلمون.
ويرى الاستطلاع أنه على النقيض من الدعاية الحكومية التي تصور إيران على أنها أمةٌ شيعية، لم يُعرّف سوى 32% من المشاركين عن أنفسهم على أنهم شيعة، بينما قال 9% منهم إنهم سُنَّة، وقال 3% منهم أنهم صوفيون.
وقال 9% من المشاركين إنهم ملحدون، وفضّل 7% وصف أنفسهم بالروحانيين، وقال 8% من المشاركين إنهم زرادشتيون.
ويؤمن معظم الإيرانيين، 78% بوجود الله، لكن 37% فقط يؤمنون بوجود حياة أخرى بعد الموت، ويؤمن 30% فقط بوجود الجنة والنار، وقال 25% من المشاركين في استطلاع الرأي إنهم يؤمنون بوجود الجن، وقال حوالي 20% من المشاركين إنهم لا يؤمنون بأي من الخيارات السابقة، بما فيها وجود الله.
ووصفت أغلبية ساحقة من المشاركين (90%) أنفسهم بأنهم ينتمون إلى المعتقدات الدينية لعائلاتهم، وقال 47% إنهم فقدوا إيمانهم بمرور الوقت، وقال 6% إنهم غيروا دينهم إلى دينٍ آخر، وأظهر الشباب معدلات أعلى في عدم التدين والتحوّل إلى المسيحية مقارنةً بالمشاركين الأكبر سناً.
وقال ثلث المشاركين في البحث إنهم يشربون الخمر من حين لآخر في بلد تفرض حظراً رسمياً على المشروبات الكحولية، وقال أكثر من 60% إنهم لا يؤدون فروض الصلاة اليومية، وتتزامن هذه النتائج مع استطلاع رأي حكومة لعام 2020، قال فيه 60% من المشاركين إنهم لا يصومون خلال شهر رمضان، بالمقارنة، في استطلاع رأي شامل أُجري عام 1975 قبل اندلاع الثورة الإسلامية، قال أكثر من 80% من المشاركين إنهم يصلون ويصومون دائماً.
واتفق 68% من المشاركين على ضرورة الفصل بين الإرشادات الدينية والتشريع، حتى وإن كانت الأغلبية البرلمانية متدينة، وعارض 72% القانون الذي يفرض الحجاب على النساء.
ويقول الكاتبان: “لإجراء استطلاعنا بشأن المعتقدات الدينية في إيران، استهدفنا قنوات رقمية متنوعة بعد أن حللنا استطلاعات للرأي سابقة واسعة النطاق، لمعرفة أي المجموعات أظهرت معدلات مشاركة منخفضة”.
وانتشر رابط استطلاع الرأي بين شبكات تابعة لأكرادٍ، وعرب، وصوفيون، وشبكات أخرى، ونجح أحد المساعدين المشاركين في البحث في إقناع القنوات الشيعية المؤيدة للنظام بنشر الاستطلاع بين متابعيها أيضاً، ووصلنا إلى جمهور واسع عبر مشاركة استطلاع الرأي على صفحات انستجرام، وقنوات تيليجرام، التي يتابع بعضها ملايين المستخدمين.
المصدر:
المصدر : https://dinpresse.net/?p=11185