16 أغسطس 2025 / 08:01

هجوم مسلح قرب مسجد بالسويد يفتح ملف الأمن والتعايش

عرفت مدينة أوريبرو السويدية، الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر غرب ستوكهولم، حادث إطلاق نار خطير أمام أحد المساجد عقب صلاة الجمعة بالأمس، أسفر عن إصابة شخصين جرى نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وأفادت الشرطة السويدية في بيان لها أن المؤشرات الأولية تفيد بارتباط الحادث بشبكة إجرامية، مؤكدة أن التحقيق جارٍ على خلفية تهمتي القتل ومحاولة القتل، مع تكثيف الجهود للقبض على المتورطين.

الحادث يأتي في سياق موجة عنف عصابات تشهدها السويد منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث تحولت بعض المدن إلى بؤر لتصفية الحسابات بين مجموعات إجرامية متنافسة.

وأوضحت السلطات أن إطلاق النار لم يستهدف المسجد بشكل مباشر، بل كان جزء من صراع محلي بين الشبكات الإجرامية التي تستغل الأحياء السكنية ودور العبادة كمسرح لتصعيد العنف.

وأدان مرصد الأزهر الشريف الهجوم بأشد العبارات، معتبرا أنه اعتداء لا يهدد فقط حياة الأفراد، بل يمسّ قيم الأمن والتسامح التي يفترض أن تحميها المجتمعات الحديثة.

ودعا المرصد السلطات السويدية إلى فتح تحقيق عاجل وشامل، وتوفير الحماية الكافية لدور العبادة بما يضمن سلامة المصلين، محذرا من محاولات استغلال مثل هذه الحوادث لبث الكراهية أو إذكاء الانقسام بين مكونات المجتمع السويدي المتعدد الثقافات.

ويأتي هذا الاعتداء بعد أشهر قليلة من حادث دموي آخر شهدته أوريبرو في فبراير الماضي، عندما استهدف هجوم مسلح مدرسة وأسفر عن مقتل 11 شخصا بينهم طلاب ومعلمون، ما رسخ صورة المدينة كإحدى النقاط الأكثر توتراً أمنيا في البلاد.

وتثير هذه التطورات قلقا متزايدا داخل الأوساط الرسمية والمجتمعية بشأن قدرة السلطات على مواجهة تصاعد العنف، وحماية المدنيين من تداعياته المتكررة.

ويتواصل الجدل في السويد حول سبل التصدي للجريمة المنظمة، في ظل دعوات متصاعدة لتعزيز الإجراءات الأمنية من جهة، والتأكيد على قيم التعايش ومواجهة خطاب الكراهية من جهة أخرى، وهو ما يجعل حادث أوريبرو الأخير اختبارا جديدا لقدرة الدولة على إيجاد توازن بين الأمن وحماية قيم التعددية.