ندوة لمركز المغرب الأقصى حول “الصحراء المغربية بين العمق التاريخي والمعطيات الراهنة”

دينبريس
2023-11-20T14:39:00+01:00
مؤتمرات وندوات
دينبريس20 نوفمبر 2023آخر تحديث : الإثنين 20 نوفمبر 2023 - 2:39 مساءً
ندوة لمركز المغرب الأقصى حول “الصحراء المغربية بين العمق التاريخي والمعطيات الراهنة”

العرائش ـ خاص
في إطار فعاليات الأيام الوطنية بالمركز الثقافي ليكسوس العرائش 06-25 نونبر 2023 المنظم من قبل مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث بالرباط والمركز الثقافي الإقليمي بالعرائش، بتنسيق وتعاون مع المديرية الإقليمية لقطاع الشباب بالعرائش احتفاءً بالذكرى 48 للمسيرة الخضراء، والذكرى 68 لعيد الاستقلال، نظمت مساء السبت 11 نوفمبر 2023 ندوة علمية في موضوع “الصحراء المغربية بين العمق التاريخي والمعطيات الراهنة للقضية الوطنية”.

وشهدت الندوة التي أطرها محمد عزلي، الباحث في مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث، مداخلة أنور الحمدوني، الباحث في قضايا الفكر الإسلامي والتاريخ، من خلال مداخلة جاءت تحت عنوان “الصحراء في تاريخ المغرب: مقاربة وثائقية”، تلتها مداخلة لرشيد قنجاع، الكاتب والإطار بمؤسسة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وجاءت تحت عنوان “القضية الوطنية والرهانات المعاصرة”.

جدير بالذكر أن الندوة واكبها تنظيم معرض أرشيف العرائش الوثائقي، وتناول عدة مواضيع موثقة بالصور والوثائق تهم ثلاثة مواضيع: عمق الروابط التاريخية بين المغرب وصحرائه، انطلاق المسيرة الخضراء من مدينة العرائش، وأخيرا، الزيارات الملكية لبطل التحرير جلالة الملك محمد الخامس لمدينة العرائش بعد استقلال المغرب.
استهلت أشغال الندوة بكلمة المنظمين، السيدة لطيفة الأطرش مديرة المركز الثقافي الإقليمي بالعرائش، السيد منتصر حمادة مدير مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث بالرباط، والسيد عبد السلام السلطاني عن المديرية الإقليمية لقطاع الشباب بالعرائش.

وفي مطلع تقديمه وتسييره لأشغال الندوة، اعتبر محمد عزلي أن قضية الصحراء هي مسؤولية الجميع من مؤسسات الدولة والبرلمان والمجالس المنتخبة، والفعاليات السياسية والنقابية والاقتصادية، ووسائل الإعلام، والمواطنين، وهيئات المجتمع المدني التي أصبحت تلعب دورا مهما وفعالا ومؤثرا في الترافع عن القضية الوطنية من خلال الأنشطة التي تقوم بها عبر الصالونات السياسية أو الندوات مثل هذه أو دورات تدريبية تمكن من اكتساب آليات الترافع ومدهم بالأدلة التاريخية وتقديم الحجة بالفصاحة والبيان، فالقضية الوطنية كما أكد محمد عزلي تعد من أهم القضايا ذات الأولوية باعتبارها قضية كل المغاربة، ومن واجبنا الوطني والإنساني والتاريخي الدفاع عنها من أجلنا ومن أجل الأجيال اللاحقة، ومساهمة المجتمع المدني الفعالة ينبغي أن تتسلح بالمعرفة والتكوين وتحيين المعلومات للتوصل إلى حلول واقعية تضمن السيادة المغربية ووحدة التراب الوطني مع الأخذ بعين الاعتبار التوازنات الإقليمية والعلاقات الدولية في إطار توجهات الدولة المغربية والتعليمات السامية لجلالة الملك وتماهيا مع مكاسب الدبلوماسية المغربية في هذا الإطار.

من جهته، اعتبر أنور الحمدوني، من خلال مقاربته التاريخية أن محاصرة المغرب تعود إلى قرون مضت، ومرتبطة بأهداف الاستعمار ومشاريع التنصير، مذكرا بمجموعة من الوثائق التاريخية في السياق الأوروبي على الخصوص، من قبيل رسالة الملكة إيزابيلا المؤرخة في منتصف أكتوبر 1504، والتي تضمنت توصية بالطاعة للكنيسة الكاثوليكية، والدفاع عنها، بما في ذلك التخطيط لتنصير المغرب وإفريقيا، ونشر المسيحية فيهما، مضيفا أنه لن يتم وضع حد لمجمل هذه المخططات في الساحة المغربية، إلا بعد منعطف معركة وادي المخازن (1578)، كان قاصمة تلك المخططات الاستعمارية.

وأضاف المحاضر أن التذكير بالوقائع التاريخية ليس من باب إحياء الصراعات الدينية، وإنما من أجل استحضار المقدمات التي أثرت في التطورات التي سوف تعاينها أقاليمنا الصحراوية، معتبرا أيضا أن الوثائق التاريخية تؤكد مغربية الصحراء، منها نصوص البيعات الصادرة عن القبائل الصحراوية والخاصة بالسلاطين المغاربة، أو التراكم الذي نعاينه مع الظهائر الشريفة والمراسم التي تنص على تعيين القواد والعمال والقضاة في القبائل الصحراوية، وذات صلة بممارسة السيادة، إضافة إلى مجموعة من الظهائر التي تحث على توقير الشرفاء والمرابطين وشيوخ الزوايا، مضيفا أيضا أن في هذا الباب الديني والثقافي، فإن السيادة الروحية للمغرب لا تقتصر على المجال الجغرافي الحالي وإنما تتجاوزه، داعيا إلى أهمية استحضار هذا البعد الروحي في سياق قراءة تطورات قضية الصحراء المغربية، خاصة أن هذه السيادة تجسدت عمليا مع أداء سلاطين وعلماء وفقهاء ومرابطين وزوايا.

بالنسبة لمداخلة رشيد قنجاع، فقد نبه بداية إلى أهمية إبقاء الاحترام بخصوص مخاطبة الشعب الجزائري، مستشهدا في هذا السياق بمضامين الخطب الملكية ذات الصلة بقضية الصحراء المغربية والعلاقة مع الجزائر.

كما توقف المتدخل أيضا عند التحديات التي تواجه الترافع على قضية الصحراء المغربية، وخاصة الترافع الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني، في الداخل والخارج، داعيا إلى تأهيل هذه الجمعيات بما يخدم أكثر القضية، ولا يتم ذلك إلا عبر التكوين والتأطير وتحيين المعطيات، وهذه جزئية تهم مجمل المتدخلين في المجال الجمعوي والبحثي والثقافي.

كما نبه رشيد قنجاع إلى أهمية وعي الطبقة السياسية والحزبية بحساسية هذا الملف، بأن يكونوا في مستوى تدبير الدولة المغربية له، مستشهدا هنا ببعض الوقائع التي أساءت أو شوشت على هذا التدبير، من قبيل بعض التصريحات الغير محسوبة والتي كانت سببا في صدور أصوات موريتانية مسيئة للقضية الوطنية، وبالتالي من المفترض في القادة الحزبيين والسياسيين الوعي بأهمية وحساسية القضية الوطنية.

بخصوص القرار الأممي الأخير الصادر حول مستجدات ملف الصحراء المغربية، أي القرار الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي يقضي بتمديد ولاية بعثة “مينورسو” لمدة عام، فقد ذكر المحاضر الجمهور بأن الجزائر أنفقت عليه أموالا فلكية من أجل ألا يذكر اسمها في مضامين القرار، قبل أن يتضح أنه جرى خلاف ذلك، بحيث تم ذكرها بشكل صريح في خمس فقرات..

هذا وقد عرفت الندوة أيضا حضور بعض المشاركين في المسيرة الخضراء المظفرة والذين أدلوا بشهادتهم حول هذا الحدث الكوني الفريد ومساهمتهم الميدانية في كتابة صفحة مجيدة من تاريخ المغرب العظيم، وهم السادة إسماعيل الحناش، نور الدين حراثة، عبد السلام الفاضلي، أحمد الشدادي، الميلودي حراج، أحمد أخزان، ومصطفى السباعلي.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.