من وراء الأحداث في قرية الأسود بأفغانستان؟

دينبريس
تقارير
دينبريس21 سبتمبر 2022آخر تحديث : الأربعاء 21 سبتمبر 2022 - 3:22 مساءً
من وراء الأحداث في قرية الأسود بأفغانستان؟

نددت منظمة حقوق الإنسان وجهات دولية أخری بالانتهاکات لحقوق أسری الحرب التي تمارسها قوات الإمارة في قتالها ضد جبهة المقاومة الشمالية في منطقة بنتشير واتهمت حرکة طالبان بقتل الأسری أحياءً بعد تسليمهم. وأکدت أنها ستفتح ملفا خاصا للتحقيق في هذه التجاوزات المنافية لحقوق أسری الحرب.

من جهتها استنکرت الإمارة هذه الادعاءات وأوضحت أنها ستبدأ التحقيق فيما إن کانت الأشرطة المرئية التي تبثها القنوات التلفزيونية حديثة أم قديمة. وقد أصدر وزير الدفاع ” الملا محمد يعقوب” بيانا أکد فيه عدم تبني الإمارة لمثل هذا العمل وأنه في حالة ثبوت صحة ذلک فسيعاقب مرتکبي هذه الجرائم طبق القانون.

هذا وقد زامنت هذه الاتهامات الصادرة عن الأمم المتحدة بعد الفشل الأخير لقوات جبهة المقاومة الشمالية في إحراز أدنی تقدم عسکري في منطقة بنتشير في الفترة الأخيرة. وللعلم، فقد قامت جبهة المقاومة التي يقودها أحمد مسعود ( ابن أحمد شاه مسعود ) سابقا و لعدة مرات، بمناوشات عسکرية مدعومة داخل هذه المنطقة لزعزعة الأمن والاستقرار فيها.

ومن جهته ندد الرئيس السابق حامد کرزي بهذا العمل واعتبره جريمة إرهابية. کما طالب الأطراف المتنازعة بالحوار والتفاهم لحل الأزمة.

وتأتي هذه المناوشات التي تقوم جبهة الشمال من حين لآخر في إطار خطة فرض التواجد الذاتي للحصول علی التأييد والشرعية لما تهدف إليه من تقسيم القدرة السياسية وشمولية الحکومة التي أقاموا الدنيا ولم يقعدوها من أجلها. و کثيرا ما صرحوا بمطلبهم هذا في لقاءاتهم مع الصحافة. و هو مطلب بعيد المنال لأسباب عديدة، منها وبالتأکيد أن الجبهة کانت في تحالف کامل مع الحلفاء المحتلين بل هي التي استدعتهم وأکرمتهم بأن فسحت لهم کل الميادين لنسف حرکة طالبان واقتلاع کافة جذورهها واضطهادها بأبشع الطرق و الوسائل، کما کانت أيضا الحاکم الحقيقي في البلد في تلک الفترة مما أدی إلی ارتقاء رتبهم إلی جنرالات وماريشالات.

السبب الآخر انهزامهم بعد المقاومة التي أبدوها ثم فرارهم بعد أن أعلنت الإمارة العفو العام. کما أن هناک عاملا آخر، و هو من الأهمية بمکان، أن الأسس التي أقيمت عليها الإمارة لا تقبل بشکل من الأشکال الجمهورية ومبادئها ولهم في ذلک من الدلائل الشرعية ما هو معتبر. فقد حسمت الأمر من قبل في المنطقة وأحکمت سيطرتها علی کل البلد قبل سنة بالقوة وتری کل العملاء الذين وقفوا جنبا لجنب مع المحتلين خونة لوطنهم.

نعم الإمارة تحتاج إلی الکوادر المتخصصة وذوي التجربة في بناء الوطن بشرط الطاعة هذا لا ترفضه الإمارة بل أعلنت وما زالت تستغل کل فرصة لإعلانها العفو العام. مثل هذا يصل إلی آذان الأمم المتحدة بل لو بلغها لحرفوه أو تأولوه. فمثلا عند توقيع اتفاقية تفعيل المطارات مع شرکة کاک الإماراتية، أيضا خلال الموٴتمر التعليمي الذي عقد قبل فترة، وموٴخرا أعلنت وزارة الداخلية علی لسان أنس حقاني، وعلی الملإ، أن العفو العام يشمل الجميع وعلی الجميع المشارکة في خدمة وطنهم وتعهد بتأمينهم تحت ضمانة کل من حکمتيار وحامد کرزي والدکتور عبد الله.

هذا وقد أحدثت الإمارة سابقا تغييرات في القيادات العسکرية والأمنية بقيادات قندهارية وهلمندية في منطقة بنتشير لإحباط کل محاولة تهدف لشراء الضمائر التي يمکن تعتبر تجارة معمول بها في البلد. وقد تکون لإدامة مثل هذه المناوشات العسکرية في المسقبل والتي تقوم بها جبهة الشمال نتائج سلبية ووخيمة و مقصودة علی الساحة البنتشيرية وسکانها، لأن ذلک قد يوٴدي إلی إحياء ذلک الحقد البوشتوني الدفين بسبب ما ارتکبته جبهة الشمال بقيادة أحمد شاه مسعود “والد أحمد مسعود ” في الماضي في مناطق “شکردره” و”مادره” بولاية بروان و الجنرال الأزبکي دوستم في منطقة ”دشته ليلا “ بولاية قندز، من قتل عام للطلبة وهم أسری محاصرون والتمثيل بجثثهم علی مرأی من العالم .

هذه التصرفات من الجبهة قد توٴدي إلی مقتل قائدها أحمد مسعود تماما کما قتل والده من قبل. الإمارة تحاول تجنب هذه اللعبة القذرة بإعلانها الدائم عن شمولية العفو في حين يمتطي هوٴلاء شمولية الحکومة لعرقلة الاستقرار في البلد و هذا شيء مخطط له. فأحمد مسعود الصغير في السن ليست له سابقة جهادية، ولکن المخرج الفرنسي أظهر فجأة علی شاشة ساحة الأحداث بعد استعداد قوات الناطو للطرد من أفغانستان . فالصحافي الفرنسي الذي صنع من أحمد شاه مسعود أسدا في زمن الجهاد الأفغاني ضد الروس علما بأن البشتون هم الذين حرروا بلدهم آنذاک وها هم الآن يٕثبتون ذلک وبأرقام قياسية لا شک فيها. فقد حرروه من احتلال الإمبريالية العالمية وتسببوا في إصابة أمريکا بعقد نفسية لم تجد له الدواء حتی الآن، فهم أصحاب التضحية وهم الذين يعتزون بأسلافهم و تاريخهم.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.