من نتائج استطلاع إيفوب الفرنسية: هل فعلا الشباب المسلمون أكثر تشددا من آبائهم؟
رشيد المباركي
يرى المؤرخ الفرنسي إيانيس رودير، وهو أستاذ تاريخ ومدير مرصد التعليم في مؤسسة جان جوريس، ومؤلف كتاب “الحفاظ على العلمانية” (2024)، أن نتائج دراسة إيفوب حول الممارسة الدينية عند مسلمي فرنسا، تتطلب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الأسباب التي تدفع إلى التوجه نحو المعتقدات والممارسات المتشددة في الإسلام متعددة ومرتبطة بالعصر والسياق. ولا يمكن تجاهل المسألة المتعلقة بالهوية، وبالتالي شعور البعد أو فقدان الثقافة الأصلية، الذي يمكن أن يدفع إلى إيجاد في الدين، عند ممارسته بشكل متشدد.
إن البحث عن معنى في مجتمع متزعزع، حيث يُعتبر الوصول إلى الاستهلاك المفرط بمثابة برنامج حياة، يضيف رودير، يمكن أن يلعب دورا مؤثرا. ولكن لا يمكن إهمال عاملين مهمين للغاية، وهما أولا العمل الميداني الذي يقوم به رواد الهوية والدين الذين ينشرون الرؤية الإسلامية للعالم، مستندين بشكل خاص إلى السياق الدولي، وكذلك إلى خطاب الضحية الذي يقوم به حزب سياسي يساري، بنقله بشكل دائم، مستغلا كل من الإحباطات والشعور الحقيقي بالتهميش.
ــ هناك أيضا خوارزميات شبكات التواصل الاجتماعي التي تنقل صورة متشددة حقيقية للإسلام، تتنافس مع الخطباء، الذين قد يُنظر إلى خطابهم المعقول على أنه ضعيف من قبل الشباب الباحثين عن معنى وعن التشدد الخاص بالشباب.
أما أن يكون 24 في المائة من المسلمين الفرنسيين يشعرون بالتعاطف مع تيار الإخوان المسلمين (9٪ من أجل السلفية و8٪ من أجل الوهابية)، و42٪ من الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما يشعرون بالتعاطف مع حركة متشددة واحدة على الأقل، فهذا الجزء من الشباب لن يعمل لصالح المصلحة العامة، بل في اتجاه جماعي، ومن هنا تأتي الحاجة إلى اليقظة، على سبيل المثال على المدى القصير، تجاه حضور بعض مرشحي هذه الجماعات الإسلامية في القوائم المقدمة للانتخابات البلدية.
التعليقات