رشيد المباركي
استعرض تقرير صادر عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات تاريخ وأبعاد جماعة الإخوان المسلمين ودورها في التطرف عبر العالم، مع التركيز على الفروع الوطنية في ستة دول: مصر، الأردن، لبنان، قطر، السودان، واليمن. وبدأ التقرير بالإشارة إلى أنه في مصر، أسس حسن البنا الإخوان عام 1928، وجمع بين الدين والسياسة، مع شعار “القرآن دستورنا”. تعرضت الجماعة لقمع متكرر، لكنها شكلت فترات من النفوذ السياسي بعد ثورة 2011، حيث وصل محمد مرسي للرئاسة قبل أن تُسقطه احتجاجات شعبية وانقلاب عسكري. الفرع المصري كان مرتبطا بتأسيس جماعات إسلامية مثل الجهاد الإسلامي المصري، كما تبرز حركة حسم ولواء الثورة كأذرع مسلحة للإخوان. الجماعة تعتمد على التبرعات والاستثمارات لتمويل نشاطها، وقد وُجهت اتهامات باستمرار الدعم المالي من الخارج بعد 2013.
وفي الأردن، الإخوان عبر الجناح السياسي “جبهة العمل الإسلامي” حققوا نفوذا واسعا، قبل أن تعلن الحكومة الأردنية في 2025 حظر الجماعة واعتقال عدد من أعضائها لتخطيطهم هجمات إرهابية. وكانت الجماعة متورطة في عدة قضايا مع وجود خلايا مرتبطة بتدريب وتمويل من لبنان وتركيا. وفي لبنان، يعمل الإخوان تحت اسم “الجماعة الإسلامية”، ويعتمدون على التعاون مع حزب الله في مواجهة إسرائيل، مع الحفاظ على وجود سياسي محدود بسبب التركيبة الطائفية للبلاد. وشاركت الجماعة في العمليات العسكرية وشنّت هجمات صاروخية، ولها أذرع شبابية وجمعيات خيرية تجمع التبرعات لدعم أهدافها.
في قطر، الدولة لا تملك فرعا محليا للإخوان، لكنها تموّل حماس وفروع الإخوان في أوروبا وشمال أفريقيا، وتسيطر على شبكة الجزيرة الإعلامية التي تروّج لروايات مؤيدة للإخوان وحماس. ويعقد دعم قطر المالي والسياسي جهود الولايات المتحدة والحلفاء للسيطرة على نشاط الجماعة.
أما في السودان، فيسيطر “الحركة الإسلامية السودانية” على النفوذ الإسلامي، وتشارك في الحرب الأهلية إلى جانب الجيش. الجماعة مدرجة ضمن العقوبات الأمريكية بسبب دعمها للإرهاب، مع استمرار تأثيرها عبر الفصائل المسلحة مثل لواء البراء بن مالك. وفي اليمن، تمثل الجماعة حزب الإصلاح، الذي يمتلك تأثيرا سياسيا داخل الحكومة المعترف بها دوليا، ويرتبط بعلاقات مع حماس والحوثيين. الحزب متورط في تمويل ودعم أنشطة عسكرية خلال الحرب الأهلية، مع استمرار بعض قياداته في دعم العمليات الإرهابية.
ويؤكد التقرير أن الإخوان جماعة عالمية ذات فروع متعددة تختلف في درجات العنف والنهج السياسي، وأن الاستجابة الغربية والعربية تجاهها يجب أن تكون مرنة ومبنية على فهم السياق المحلي لكل فرع. العنف جزء من تاريخ الجماعة وفروعها، لكن بعض الفروع الغربية تتجنب المواجهة المباشرة لأسباب استراتيجية، بينما الفروع في الشرق الأوسط تواصل تحقيق أهدافها عبر السياسة والشبكات المالية والإعلامية.
تابع آخر الأخبار من دين بريس على نبض

