اجتمعت الأمانة العامة لمنتدى كوالالمبور يوم الخميس الماضي 09 أبريل 2020 للمرة الثانية عبر وسيلة التحاضر عن بعد، خلال أسبوعين بعد إعلان الحجر الصحي لتكييف برامج المنتدى وفق التطورات العالمية على إثر انتشار وباء كورونا (covid-19).
وجاء في بيان صدر عقب الاجتماع أن الجائحة أظهرت انهيار المنظومات الصحية في أغلب الدول وعلى رأسها دول غنية ومتطورة، مما يدل على أن منظومات التنمية في النظام الاقتصادي والاجتماعي السائد كانت منشغلة بمعدلات النمو على حساب التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية والإنسانية؛ التي هي أساس التطور الحقيقي للبشرية واستقرار العالم.
كما أشار البيان إلى ظهور عجز وضعف المنظمات الدولية والإقليمية التي توارت كلية في مواجهة الوباء العالمي، وفشلت في تحريك الآليات الأممية للتعاون والتنسيق بين الدول، مما يظهر أنها تعيش حقا أزمة بنائية وتصورية صارت دائمة ومتجذرة.
وانتقد البيان المنظمات الإقليمية والإسلامية وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، بسبب عجزها وتقاعسها عن القيام بأي مبادرة للتعاون بين الدول الأعضاء لمنع انتشار الوباء بين شعوبها على الرغم من امتلاكها إمكانيات مادية توفر لوازم الوقاية والفحص والعلاج وإسعاف حالات العوز المترتبة عن الحجر الصحي.
ونبهت الأمانة العامة لمنتدى كوالالمبور إلى ظهور “الخلل العميق في النظام الدولي الراهن الذي يقوم على منطق القوة والصراع والإكراه والتفرد، مما جعل وباء “كورونا” يباعد بين الأمم بدل التقارب بينها لمواجهة الخطر المشترك، ومما جعل الشكوك حول مصدر فيروس “كورونا” وحول أسباب انتشاره تزداد على مستوى الدول والشعوب”.
ودعا المنتدى كل الدول والمنظمات الدولية والإقليمية وقوى المجتمع إلى إعطاء الأولوية للإنسان في مواجهة أزمة كورونا، لا سيما في المناطق الأكثر حاجة وضعفا، ولدى الفئات الضعيفة كاللاجئين والمساجين والمسنين والمرضى.
وأيضا إلى إصلاحات عميقة في المنظومة الدولية وإقامة نظام عالمي جديد تشاركي يقوم على الحوار والشفافية والتعاون والأبعاد الإنسانية الحقة، وضمان التنافس على قاعدة الربح للجميع، وبناء منظومة جديدة تشمل عضوية مختلف الأمم على أسس عادلة لا تُستثنى منها الدول العربية والإسلامية.
Source : https://dinpresse.net/?p=7814