ابو يعرب المرزوقي
هل يستحق قتل قاسم سليمان التعليق؟
طبعا لا لو لم يكن بعض العرب، بغباء لا نظير له، يعتبرونه، بل هم من اعتبروه، رمزا للبطولة. لكنه عندي مثله مثل إيران، كلها وما يسمى بمحور المقاومة مجرد دمى في استراتيجية إسرائيلية أمريكية لتمهيد الأرضية لسايكس بيكو 2.
تعليقي لن يتعلق به بل بهؤلاء الحمقى.
وثاني مراحل هذه الخطة، وهي قد تمت بعد، هي جعل بعض النخب العربية -التي ليس لغبائها مثيل-يتصورون أن إيران ستحرر القدس بديلا منهم وأنها ستحميهم من إسرائيل. وهذا هو ما يسمى بمحور المقاومة بنوعي مليشياته:
• مليشيات السيف
• ومليشيات القلم مع الانظمة التي تدعي المقاومة في الهلال والقوميين.
وثالثة المراحل، وهي الهدف من الخطة، هي جعل بقية العرب من مجاوري إيران ومن توابعهم في جامعة الانظمة يتصورون أن إسرائيل هي التي ستحميهم من إيران التي نفخوا فيها حتى ظنوها عملاقا، رغم أنها أوهى من بيت العنكبوت فضلا عن هزال اقتصادها إذ إن دخلها القومي دون نصف ميزانية الجيش الذي تتحداه.
والمرحلة الرابعة، تتمثل في جعل إيران تصدق كذبها على شعبها فتتوجه نحو سباق التسلح الذي أسقط السوفيات ناهيك عنها هي بمثل هذا الاقتصاد الهزيل وإيهامها بأنها تخيف إسرائيل وأمريكا وبأنها قوة عظمى حتى تسيطر على مخيال أهل الإقليم الذين ربوا على عنتريات الناصرية وتخريف حسنين هيكل.
والمرحلة التي بدأت الآن بعد أن استسلم “اغنياء العرب” وتوابعهم من “فقراء” العرب لإسرائيل لم يعد لأمريكا حاجة لإيران ولا خاصة لقاسم سليماني الذي هو “زورو” إيران وعربها ممن عروبتهم اسمية، لأنهم أكثر طائفية من الصفوية: فبعضهم من أهل الشقاق والنفاق، وبعضهم الآخر من بقايا دولة الباطنية، وإذن فحصول الغاية تمثل بداية جديدة: ما توهمت إيران أنها قد حققته، هو الذي سيتحول إلى رهان موقفها الدفاعي القادم. ستنتقل إيران رغم العنتريات التي سمح لها بها إلى محاولة الدفاع للحفاظ على ما تصورت أنها استعادته مما تسميه امبراطورية فارس.
والأمر بدأ بعد أن صمدت الثورة في سوريا.
أبطال المرحلة يمكن اعتبارهم من فجر الموجة الثانية من الربيع العربي بفضل صمود تونس وليبيا وسوريا، شرارة خافتة في السودان، وأكثر إنارة في الجزائر، لكن البداية الفعلية هي ما يحدث في العراق: فبه بدأت هيمنة الملالي وبه ستنتهي. لكن لشباب سوريا ولبنان دور مهم في الموجة الثانية الواعدة بحق.
فهي لا محالة ستمتد إلى الخليج، وإلى إيران، وستعود إلى مصر قريبا وقريبا جدا، خاصة إذا اضطرت إيران في عملية الدفاع عما تتصور أنها قد التهمته من أرض العرب إلى حماقات قد تكون نهايتها على أيدي من يتصور أن فرصته حانت للاستحواذ عن الفريسة العربية وضرب النهضة التركية لتحقيق سايكس بيكو 2.
وهنا لا بد من تنبيه دقيق لحماية عواصم الخلافة الأربعة في تاريخ الامة:
• المدينة
• ودمشق
• وبغداد
• واسطنبول.
فهذه المراكز الروحية هي المستهدفة لأن سايكس بيكو الأولى تعلقت بها، وفلسطين كان سنجقا تابعا لولاية سوريا. وسايكس بيكو الأولى كان من عناصرها، بل ومن عللها، وعد بلفور ويراد تكرارها.
فما يسمى الصفقة الكبرى هو تتمة لوعد بلفور، ويراد له أن يكون ضمن سايكس بيكو الثانية التي يريدون استعمال أحفاد الأولى ومعهم علمانيو الأكراد لتفتيت العراق وسرويا وتركيا، مع استعمال عملاء إيران من العرب في الخليج وفي اليمن وفي بعض بلاد العرب في عملية الدفاع الإيرانية، حربا علينا بنا.
لذلك فلا بد من الحذر الشديد لأن أمريكا وإسرائيل وروسيا، ومعهم إيران وعملاؤها، سيستهدفون تركيا خاصة وما يصل عواصم الخلافة الاربعة من مصير مشترك.
لا يمكن تصور الاستئناف الحقيقي قابلا للتحقق من دون الوعي بوحدة المصير الذي ينبغي أن يقود المرحلة المقبلة إذ حتى روسيا تبيت كل الشر لتركيا. فقادتها يعتقدون أن فرصة سهمهم في سايكس بيكو الأولى أضاعتها ثورة لينين ولا بد من التعويض في الثانية. هم يحلمون أكثر حتى من أمريكا وأوروبا منع الاستئناف لأن عودة المسلمين المتجاوزة للعرقيات والطائفيات تخيفهم جميعا، وخاصة روسيا التي قد تفقد كل ما اخذته سابقا من الخلافة العثمانية.
وإذا كانت تركيا حاليا تحاول التدخل في ليبيا فليس لطمع في استعمارها، لأنها تعلم أن ما كان ممكنا في القرون الوسطى يستحيل الآن، بل لأنها تدرك أن حصرها يسهل على أعدائها وهم ثلاثة في الأبيض المتوسط-إسرائيل مصر اليونان-إلا بمنفذ منه يتوسط ببين مشرقه ومغربه وبين شماله وجنوبه: استراتيجيا.
لكن العرب لسوء الحظ ما زالوا يغطون في نوم عميق، ومن أكبر علامات ذلك، وهم الثورة المضادة العربية أن عميل إسرائيل السيسي يمثل قوة ويمكن أن يؤدي دورا في حمايتهم من الحرب الإقليمية التي قد تندلع في أي لحظة إذا لم يحصل انقلاب في إيران ليسقط نظام الملالي قبل لعبة “شمشون” الأحمق.
وكلي ثقة بأن قيادة تركيا حذرة وتستعد ليوم النزال، لأنها تعلم أن أعداءها لا يريدون الوصول إلى 2023 دون أن يفعلوا شيئا ما يوقف تقدمها نحو شروط المناعة.
وإذا لي أن أنصح بشيء، فهو الحذر والحذر كله من بوتين الذي قد يغدر بتركيا في أي لحظة، لأن إسرائيل لن تغامر من دونه، ولا تكفيها أمريكا.
المصدر: موقع الكاتب
المصدر : https://dinpresse.net/?p=6238