مغاربة حركة شام: قراءة موجزة في النشأة والمآل (5)

خلفيات تأسيس حركة شام

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس30 نوفمبر 2020آخر تحديث : الإثنين 30 نوفمبر 2020 - 3:17 مساءً
مغاربة حركة شام: قراءة موجزة في النشأة والمآل (5)

أديب انور: جهادي مغربي سابق شارك في القتال ببلاد الشام ثم انسحب منه فيما بعد، يحكي عن ظروف وملابسات تجربته بسوريا والخروج منها، وبالخصوص عن “حركة شام الاسلام” بزعامة أحد الشخصيات البارزة في الإطار الجهادي العالمي “أبو أحمد المغربي”:
خلفيات تأسيس حركة شام:

٥ ـ خلفيات تأسيس حركة شام:
قبل الشروع في تحليل الخلفيات نستعرض الخريطة الثورية في الساحل السوري باعتباره مكان إعلان “حركة شام الإسلام”؛ بداية قبل وصول ابو احمد كانت المنطقة بشكل رئيسي تحت نفوذ قوى “الجيش الحر” بقيادة ابو “بصير السوري” إلى جانبه بعض المجموعات الإسلامية (كتيبة المهاجرين الليبية) و”جبهة النصرة” بقيادة “ابو ايمن العراقي السفاح” – قبل الانشقاق الذي تمخض عنه تنافس تنظيم داعش وجبهة النصرة – “وأحرار الشام”.

كانت العلاقة التي تجمع ابو احمد مع كتيبة المهاجرين جيدة فقد تعرف عليهم فترة دخوله، بحيث علموا تاريخه الجهادي في أفغانستان وغير ذلك، إضافة إلى التقارب الأيديولوجي بينهم. تمت استضافته لديهم إلى حين تم التنسيق مع مسؤول جبهة النصرة “أبو أيمن العراقي” وفق آلية التزكية بالسؤال حوله ممن قد يعرفونه فانتقل الى صفوف “الجبهة”، بحيث سلمه ابو أيمن قيادة المغاربة داخل الجماعة.

كان “الجيش الحر” يرفض استقبال المهاجرين داخل صفوفه، بل ينسق لهم مع تلك المجموعات الاسلامية (أحرار الشام او الليبيين) يتم تخييره طبعا، بحجة استمرار الدعم من قوى الائتلاف التي تشترط عليهم الابتعاد عن كل ما هو متعلق بالسلفية الجهادية من مظاهر، حتى لا يتم تصنيفهم في خانات الإرهاب بعد ذلك وقطع المساعدات عنهم، رغم ذلك كان الجميع يجمعهم سقف التعايش دون مشاحنات تذكر..

من الواضح أن الليبيين قاموا بمسك العصا من الوسط مع ميول نحو جبهة النصرة بسبب وضوح الراية والمشروع (جهادي سلفي) في نظرهم. نتيجة فشل معركة “كسب” الأولى اضطر “ابو بصير” لفتح معركة ضد النظام ، حيث توجه عناصره للاستطلاع لكن حال دونهم حاجز تابع للجبهة (أبو أيمن العراقي) بحجة التجسس عليهم، لحق بعد ذلك “أبو بصير” وأراد المرور بالقوة و اضطر شباب الحاجز إلى إبلاغ ابو ايمن للمجيء، حيث دار حوا ر حاد بين الطرفين انتهى بقتل ابو بصير بدم بارد بطلقة من مسدس ابو أيمن بحجة ان الثاني تنقص من الشريعة (كفر) في ذلك النقاش! انفرط على إثر تلك الحادثة عقد “الجيش الحر” إلى مجموعات صغيرة، كما تم افتراقهم مع “كتيبة المهاجرين” الليبية نتيجة موت “ابو بصير”.

ذاع صيت ابو ايمن بعد ذلك ودخل في عملية ملاحقة لبقايا “الجيش الحر”. من تداعيات ذلك على “ابو احمد المغربي” انه بدأ يتراجع عن فكرة بقائه مع هذا الكيان لعدة اعتبارات تمثل قناعات فكرية لديه وهي نفوره من العنف والتسرع في القتل وتصفية المخالفين الذي عرف عن المدرسة العراقية، حتى جاءت القشة التي قسمت ظهر البعير وهي حادثة إعلان تنظيم الدولة في سوريا وإلغاء مسمى “جبهة النصرة” وما ستتبع ذلك من حروب طاحنة بين الطرفين سواء خلال مواجهات مباشرة او اغتيالات.

من يعرف ابو احمد يدرك انه لا يستطيع ان يبقى ضمن هذا الوضع، فهو الذي جاء تحت هدف واضح لقتال النظام السوري الذي استخدم العنف ضد شعبه وليس للانخراط في معارك بين أبناء التيار الجهادي برأيه بعيدة عن المقصود، لا شك قد خبرها في مساره الطويل من أفغانستان وجوانتناموا إلى سجون المغرب..

جاء الافتراق بين الطرفين تحت دواعي متعلقة بالسلطة والنفوذ بمبررات شرعية، فاستحوذ “ابو أيمن” نتيجة لذلك على كل مقدرات الجماعة، كما فضل الأغلبية البقاء معه وإعلان البيعة لتنظيم داعش. خرج “بن شقرون” من كل هذا ساعيا إلى ما يمكن أن نسميه تأسيس نواة لجماعة ذات مسار مغاير ينأى عن دوامة النزاع الداخلي في غفلة من طرف ابو ايمن” عن مساعيه التي تمثل منافسة غير مرحب بها قد تجر معها المغاربة الموجودين لديه او الذين يلتحقون بعد ذلك، قد تتسبب في تصفيته كوسيلة لإبعاده؛ وقد تعرض بعد ذلك لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة استهدفت سيارة تشبه التي كان يقلها “ابو أحمد”.

تزامن خروجه من داعش مع تقاطر المغاربة فكانت الفكرة -بناء كيان- التي سعى لها ممكنة، قام بالترتيب مع الليبيين لمحاولة دعمه ورتبوا لقاء مع أحرار الشام لاطلاعهم على حيثيات مشروعه الذي ينص على العمل العسكري ضد قوات النظام والابتعاد عن خلافات الفصائل ومشاكلهم. أراد “أبو أحمد” من كل هذا ان يقي الشباب مغبة الالتحاق بتنظيمات تزج بهم في دوامات الاقتتالات الداخلية…يتبع

jihad syrie - دين بريس
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.