معتقل سابق يحكي لـ”دين بريس” عن التطرف والمراجعات وصعوبات الاندماج

عمر العمري
2019-11-29T10:27:39+01:00
featuredحوارات
عمر العمري29 نوفمبر 2019آخر تحديث : الجمعة 29 نوفمبر 2019 - 10:27 صباحًا
معتقل سابق يحكي لـ”دين بريس” عن التطرف والمراجعات وصعوبات الاندماج

يقول “عبد العالي المجاهدي”، رئيس التنسيقية المغربية للدفاع عن المعتقلين السابقين، والمعتقل السابق في أحداث 16 ماي 2003 بالدارالبيضاء، “إن مطالبنا بسيطة ومنطقية، وهي الترخيص لنا من أجل إنشاء هذه التنسيقية، التي من أهدافها الأولى خدمة الصالح العام، والعمل على توعية الناس، وحمايتهم من التطرف الديني”.
قضى “عبد العالي” 10 سنوات سجنا من أجل أفكار دينية كان يعتقد أنها صائبة في وقت من الأوقات، مثل القيام بالتعزير، والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، كما أنه اعتقل أيضا في ملف مرتبط بتنظيم “داعش” وحكم عليه بسنتين سجنا نافذا. وبعدها أتيحت له الفرصة داخل السجن لمراجعة أفكاره المتشددة، فأسس إلى جانب سجناء آخرين برنامجا للمصالحة، أطلقوا عليه في البداية “السلفية الإصلاحية”، وكان المنسق لها في عدد من سجون المملكة.
ويؤكد “عبد العالي” أنه خلال هذه السنوات قام بمراجعة ذاتية مع نفسه أولا ثم المصالحة مع النص الديني وأيضا المصالحة مع المؤسسات. وهو الآن يناضل في إطار التنسيقية الجديدة من أجل مساعدة ضحايا الفكر المتطرف لاستئناف حياتهم المهنية والاندماج في المجتمع المدني والسياسي..
ــــــــــــ
ما هي الظروف التي أدت إلى إدانتكم قضائيا؟
إن الظروف التي أدت الى اعتقالنا هي أننا فعلا كنا نحمل أفكار متطرفة. وكنا نقوم بحملات تعزيرية نسميها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكنا نأخذ أموال الناس باعتبارهم كفارا، وكنا نعتقد أن أموالهم حلال علينا. إضافة إلى أني كنت المدرب العسكري لمجموعة من السلفيين. هذه النشاطات كلها أدت في نهاية المطاف إلى اعتقالي وإدانتي في أحداث 16 ماي 2003، وبعدها في قضايا مرتبطة بتنظيم “داعش”.

أكيد أن السجن دفعكم إلى إجراء العديد من المراجعات الفكرية؟
بعد مرور سنوات من الاحتكاك مع من مجموعة من المعتقلين الإسلاميين بشتى أنواعهم من مجاهدي أفغانستان والبوسنة وغيرهم، وأيضا ممن لهم أعمال إرهابية داخل الوطن وخارجه، ظهر جليا هشاشة هذه التيارات الجهادية. حينها قمت بمراجعة ذاتية مع نفسي، ثم أجريت المصالحة مع النصوص الشرعية، والنظر إليها نظرة إجابية، فكان من شأنها تسهيل المصالحة مع النفس أولا ثم المصالحة مع النص الديني وأيضا المصالحة مع المؤسسات.

في اعتقادكم هل برنامج “مصالحة” كاف لإنقاذ الشباب ضحايا الفكر المتطرف؟
فكرة برنامج المصالحة التي قامت بها الدولة هي فكرة رائعة، لكنها غير كافية. فنحن نتوفر على إمكانية الوصول للشباب بالاحتكاك اليومي ومناقشة ومراجعة أفكارهم، وبالتالي فبإمكاننا الوصول للشباب قبل استقطابهم من الجماعات الإرهابية. لذلك يمكن أن نكون مفيدين في هذا البرنامج التصالحي.

هناك من يرى أن مشكل اندماج هؤلاء الشباب في الحياة الاجتماعية بعد انقضاء العقوبة السجنية هي المرحلة الأصعب؟
يمكن أن يكون السجن له تأثير في مراجعة أفكار مجموعة من المعتقلين، لكن هناك عوائق كثيرة يصطدم بها الشباب خارج السجن، ويجدون صعوبة في اندماجهم في الحياة العامة، وهي كلها ظروف قد تكون سببا في استقطابهم مرة أخرى من قبل الجماعات المتطرفة. ومرحلة ما بعد السجن هي المرحلة الأصعب في نظرنا. لذلك قررنا إنشاء التنسيقية المغربية للدفاع عن حقوق المعتقلين ومساعدتهم على الاندماج الطبيعي في الحياة الاجتماعية.

هل تريدون إيصال رسائل معينة إلى المسؤولين من خلال هذه التنسيقية؟
إن مطالبنا بسيطة ومنطقية، ولا تتعدى النصوص القانونية المعمول بها والحقوق المتاحة. أولا نريد الترخيص لنا من أجل إنشاء تنسيقيتنا التي من أهدافها الأولى خدمة الصالح العام. والعمل على توعية الناس وحمايتهم من كل الأفكار المتشددة، التي من شأنها أن تؤدي لأفعال إرهابية. وهدف التنسيقية أيضا فتح المجال لهاته الفئات من المجتمع بممارسة حقوقها وفق أحكام القانون ببلدنا، ومساعدة الشباب على الاندماج في الجمعيات والأحزاب. إن أيادينا ممدودة للمساهمة في الأصلاح العام، لذلك نتمنى أن يتم تقديم الدعم المادي والمعنوي لهذه التنسيقية.. ونتمنى من الشباب المعتقلين الإسلاميين وغيرهم ذوي الأفكار المنتورة دعم هذه التنسيقية المغربية للدفاع عن المعتقلين الإسلامين، والمساهمة في تقوية هذا المشروع، وكذلك دعم مؤسسات الدولة بتسهيل خدمات التنسيقية وفي مجالات متعددة من شأنها خدمة الصالح العام.
أجرى الحوار “دين بريس”

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.