13 أبريل 2025 / 19:44

مسيحيو غزة يحيون “أحد الشعانين” على وقع تواصل الإبادة الجماعية

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أحيا المسيحيون صباح اليوم الأحد طقوس “أحد الشعانين” في كنيسة القديس برفيريوس، إحدى أقدم الكنائس في العالم، وسط أجواء يسودها الحزن والإيمان.

وشارك أبناء الطائفة الأرثوذكسية في القداس وهم يحملون أغصان الزيتون وسعف النخيل، تخليداً لدخول السيد المسيح إلى القدس. ورغم الدمار المتواصل منذ 18 شهرًا، عبّر رجال الدين عن صمود المجتمع المسيحي وإصراره على التشبث بالرجاء والصلاة.

وخُصصت صلوات العيد لطلب السلام ورفع المعاناة عن أهالي غزة، والترحم على أرواح الشهداء والمفقودين، في وقت تتواصل فيه الغارات التي استهدفت كنائس ومساجد، وأسفرت في مناسبات سابقة عن سقوط ضحايا من المدنيين داخل دور العبادة.

وتحظى كنيسة القديس برفيريوس برمزية كبيرة، خصوصا بعد أن تحولت إلى ملاذ آمن خلال القصف، قبل أن تطالها الغارات وتخلّف ضحايا في صفوف اللاجئين داخلها. كما تعرضت مواقع كنسية أخرى، منها دير راهبات الأم تريزا وكنيسة العائلة المقدسة، لقصف مباشر أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وفق بيانات كنسية.

ويقدَّر عدد المسيحيين في القطاع بنحو ألف شخص، غالبيتهم من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية، ويواصلون أداء طقوسهم الدينية رغم الأوضاع الكارثية، في تجسيد حيّ لصمود الأقلية المسيحية في قلب الجرح الفلسطيني.

ويعيش في قطاع غزة نحو 1000 مسيحي من أصل أكثر من مليوني نسمة، يتبع نحو 70 بالمئة منهم طائفة الروم الأرثوذكس، التي تمتلك كنيسة مركزية في القدس، بينما ينتمي الباقون إلى طائفة اللاتين الكاثوليك.

وطالت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة العديد من دور العبادة المسيحية والإسلامية منذ بدء الحرب.

وفي أكتوبر 2023، قصفت إسرائيل الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية الأقدم في غزة، الواقعة في حي الزيتون، إضافة إلى كنيسة القديس برفيريوس، التي كانت ملاذاً للمسيحيين والمسلمين خلال الحروب المتكررة على القطاع.

وكانت الكنيسة تؤوي خلال القصف مئات الأشخاص، قُتل منهم نحو 18 شخصاً نتيجة الاستهداف الإسرائيلي.

وفي ديسمبر من العام ذاته، أعلن المكتب الإعلامي للبطريركية اللاتينية أن قناصاً إسرائيلياً اغتال سيدة وابنتها، وأصاب 7 آخرين في كنيسة “العائلة المقدسة” بمدينة غزة.

كما أشار المكتب إلى أن آلية مدفعية إسرائيلية استهدفت “دير راهبات الأم تريزا”، الذي يؤوي أكثر من 54 شخصًا من ذوي الإعاقة، وهو يقع داخل أسوار الكنيسة.