9 أغسطس 2025 / 08:06

“مسلمون في نوادر البلدان”: واقع المسلمين في تايلاند (3)

دين بريس

واقع المسلمين في تايلاند

تعد تايلاند دولة ذات أغلبية بوذية، إلا أن هناك أقلية مسلمة تعيش في مناطق مختلفة من البلاد، خاصة في الجنوب.

يشكل المسلمون حوالي 5-6% من سكان تايلاند، وتتركز أغلبهم في مقاطعات مثل يالا، ناراتيوات وباتاني، حيث لهم وجود تاريخي وثقافي عميق.

ويعيش المسلمون في تايلاند ضمن بيئة متعددة الأعراق والأديان، مما يجعلهم جزءًا من نسيج اجتماعي متنوع.

ومع ذلك، يواجه المسلمون في الجنوب تحديات متعلقة بالهوية الدينية والثقافية، حيث تصاعدت النزاعات العرقية والسياسية في بعض المناطق، مما أثر على استقرارهم المعيشي.

تُعد القضية الجنوبية من أكثر القضايا حساسية في تايلاند، إذ شهدت المنطقة منذ عقود نزاعات مسلحة بين الجماعات المسلحة ذات الخلفية الإسلامية والحكومة التايلاندية، ما أدى إلى توترات أمنية وأزمات إنسانية أثرت على حياة المسلمين هناك.

على الجانب الثقافي، يحافظ المسلمون في تايلاند على عاداتهم وتقاليدهم الدينية بشكل ملحوظ، ويظهر ذلك جليًا في بناء المساجد، وإقامة الاحتفالات الدينية، والالتزام بالشريعة الإسلامية.

كما توجد مؤسسات تعليمية دينية تهدف إلى نشر التعليم الإسلامي والمحافظة على الهوية.

وفيما يخص الحقوق المدنية، فإن المسلمين في تايلاند يتمتعون بحرية العبادة، لكنهم يطالبون أحيانًا بمزيد من الاعتراف والتمثيل السياسي والاجتماعي، خصوصًا في المناطق الجنوبية التي يسكنونها بكثافة، سعياً لتحقيق العدالة والتنمية.

بالإضافة إلى ذلك، تساهم الجاليات المسلمة في تايلاند في الاقتصاد المحلي من خلال التجارة والزراعة والحرف اليدوية، مما يعزز من دورهم في التنمية الوطنية رغم التحديات التي تواجهها بعض المناطق.

وختامًا، يبقى واقع المسلمين في تايلاند معقدًا بين التعايش والتوتر، حيث يسعون للحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية في ظل مجتمع متعدد الأديان، مع تطلع مستمر نحو الأمن والاستقرار والتنمية.