تحرير: دين بريس
في تطور دبلوماسي جديد يعزز الموقف الأمريكي الداعم للمغرب، أعلن مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية، أن الولايات المتحدة تستعد لافتتاح قنصليتها بمدينة الداخلة في الصحراء المغربية، مؤكدا أن الملف بلغ “مرحلة حاسمة” وأن واشنطن متمسكة باعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وقال بولس إن “الولايات المتحدة تنظر إلى المملكة المغربية كحليف استراتيجي وشريك موثوق في تحقيق الاستقرار الإقليمي ومحاربة الإرهاب وتعزيز التنمية في إفريقيا”، مشيرا إلى أن العلاقات بين الرباط وواشنطن تشهد زخما متزايدا يعكس عمق الثقة المتبادلة بين القيادتين. وأضاف أن فتح القنصلية الأمريكية في الداخلة “ليس خطوة رمزية فحسب، بل تجسيد لرؤية استراتيجية ترمي إلى دعم التنمية في الأقاليم الجنوبية وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري”.
وفي حديثه عن السياق الإقليمي، أوضح بولس أن واشنطن “تتابع باهتمام التحولات الجارية في شمال وغرب إفريقيا”، مبرزا أن “المغرب يتمتع بدور محوري في تعزيز الحوار الإقليمي وبناء شراكات قائمة على الأمن والازدهار المشترك”.
كما أشاد بولس بخطاب الملك محمد السادس الأخير، واصفا إياه بـ“المرجعي” في مقاربة قضية الصحراء المغربية، لما تضمنه من دعوة صريحة إلى تجاوز الخلافات وفتح صفحة جديدة من التعاون الإقليمي. وأكد أن “القيادة المغربية تُظهر نضجا سياسياً ورؤية بعيدة المدى تجعل من المغرب شريكا أساسيا في أي مشروع يهدف إلى ضمان استقرار المنطقة وتنميتها”.
واعتبر بولس أن “المرحلة المقبلة ستشهد تعزيزا ملموسا للتعاون الأمريكي المغربي في مجالات الأمن، والطاقة المتجددة، والتعليم، والاستثمار”، مشيرا إلى أن الداخلة مرشحة لتكون “نقطة وصل بين الولايات المتحدة وإفريقيا جنوب الصحراء بفضل موقعها الجغرافي ومكانتها الاقتصادية الصاعدة”.
ويأتي هذا التصريح ليجدد التأكيد على ثبات الموقف الأمريكي الذي أعلن في ديسمبر 2020 بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، ويمثل إشارة قوية إلى استمرار واشنطن في دعم وحدة واستقرار المملكة، في إطار شراكة إستراتيجية تتجاوز الجغرافيا لتشمل رؤية مشتركة لمستقبل إفريقيا.