رشيد المباركي
ذكرت وكالة “بلومبرج” أن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، أكد أن مفاوضات السلام في ليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية تشهد تقدما، بينما تعمل واشنطن بجد لتحقيق وقف لإطلاق النار في السودان.
وقال بولس في مقابلة في روما إن التوصل إلى اتفاق سلام في ليبيا قابل للتحقيق، رغم تعقيدات الوضع المستمر منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، مشيرا إلى أن العملية لن تُنفذ بين ليلة وضحاها، لكنه يأمل أن تتسارع وتيرتها. وأوضح أن الأمم المتحدة ستدعو قريبا لجولة جديدة من المحادثات لتحقيق السلام في ليبيا، فيما تسعى الولايات المتحدة بالتوازي لإعادة توحيد مؤسسة النفط الوطنية والمصرف المركزي. وأضاف بولس أن الصراع الليبي ممتد منذ سنوات طويلة، والأمر ذاته ينطبق على الأزمة بين الكونغو ورواندا.
ونفى بولس امتلاك بلاده أي معلومات عن انتشار قوات روسية في ليبيا بعد انسحابها من سوريا، لكنه أشار إلى استمرار النشاط الروسي في النيجر ومنطقة الساحل وبوركينا فاسو. ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، قلّص الامتيازات التجارية والمساعدات الأمريكية للدول الإفريقية، مركّزا على إنهاء النزاعات الطويلة في القارة، وحقق نجاحا جزئيا بإقناع الكونغو ورواندا وإحدى الجماعات المتمردة بتوقيع اتفاق سلام أنهى سنوات من القتال الذي أودى بآلاف الأرواح وشرد الملايين، رغم استمرار بعض المناوشات.
وحذر بولس من تفاقم الأزمة في السودان التي وصفها بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم حاليا، موضحا أن الولايات المتحدة تعمل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لمعالجتها، خصوصا في مدينة الفاشر التي تحاصر منذ عام ونصف، حيث يعاني نحو 300 ألف شخص من نقص الغذاء والرعاية الطبية. وأكد أن واشنطن تنسق مع السعودية والإمارات ومصر لإقرار هدنة لمدة ثلاثة أشهر في السودان وإنهاء حصار الفاشر، واصفا ذلك بأنه أولوية قصوى، كما أعرب بولس عن أمله في استمرار وقف إطلاق النار في غزة رغم احتمال وقوع اشتباكات محدودة، معتبرا أن الهدنة تمهد لتطبيع أوسع بين إسرائيل والعالم العربي، مضيفا أن هذا أمر غير مسبوق ويحظى بدعم واسع. وأشار إلى احتمال توسع محادثات السلام لتشمل سوريا ولبنان، لافتا إلى أن الرئيس اللبناني بدأ الحديث عن حوار مباشر مع إسرائيل، وهو ما اعتبره خطوة إيجابية شجعت واشنطن عليها.