30 يوليو 2025 / 18:53

مرصد: ضربات دقيقة تُربك الإرهاب في غرب إفريقيا

نشر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقريره الشهري لمؤشر الإرهاب في منطقة غرب إفريقيا والساحل، والذي أظهر تسجيل 12 عملية إرهابية خلال شهر يونيو 2025، أسفرت عن مقتل 349 شخصا، وإصابة 39 آخرين، واختطاف 22، مع تسجيل انخفاض ملحوظ في عدد العمليات بنسبة 45.4% مقارنة بشهر مايو الماضي، يقابله ارتفاع في عدد الضحايا بنسبة 19.2%.

وبحسب المؤشر، تصدّرت مالي قائمة الدول الأكثر استهدافا، بتسجيلها 5 عمليات إرهابية تمثل 41.7% من مجمل الهجمات، أسفرت عن 175 قتيلا و5 مصابين و22 مختطفا، وهو ما يشكل نصف إجمالي ضحايا الإرهاب في المنطقة خلال الشهر.

وجاءت النيجر ونيجيريا في المرتبة الثانية بثلاث عمليات لكل منهما (25%)، حيث سجلت النيجر 115 قتيلا و34 مصابا، فيما حصدت نيجيريا 54 قتيلا دون إصابات مسجلة. أما بنين فسجلت عملية واحدة خلفت 5 قتلى، بينما لم تسجل بوركينا فاسو أي عملية إرهابية، ما يعكس استقرارا أمنيا ملحوظا في البلاد خلال الشهر، وفي مقابل الهجمات، نفذت القوات الأمنية في المنطقة 9 عمليات عسكرية ناجحة، أسفرت عن تصفية 164 عنصرا إرهابيا واعتقال 58 آخرين.

وتميزت العمليات الأمنية في نيجيريا بتصفية 87 إرهابيا واعتقال 44، وفي النيجر جرى تحييد 43 عنصرا واعتقال 14، بينما قتلت قوات مالي 34 عنصرا إرهابيا، ويُعد هذا التصعيد الأمني بمثابة تحول نوعي في الأداء الميداني، خاصة بعد تراجع الأداء خلال شهري أبريل ومايو، والذي أرجعه المرصد إلى إعادة هيكلة الجيوش المحلية وتقلص الدعم الدولي، ما أتاح للجماعات المتطرفة شن هجمات أكثر تعقيدا.

وأشار المرصد إلى أن التحول الاستراتيجي خلال يونيو تمثل في عمليات استباقية وتكثيف للمداهمات المسلحة، مدعومة بتعاون استخباراتي متزايد بين دول غرب إفريقيا، إضافة إلى تصفية قيادات إرهابية بارزة، كان آخرها العقل المدبر لهجمات داعش في الساحل، أبو الدحداح الحربي، الذي أعلن الجيش المالي تحييده في 28 يونيو.

وختم المرصد توصياته بالتأكيد على ضرورة استدامة التصعيد الأمني ضد الجماعات الإرهابية، وتحويل هذا التحول إلى مرحلة أمنية طويلة الأمد في إطار تنسيق إقليمي متماسك قادر على تجفيف منابع الإرهاب في القارة.