اختتمت، بالأمس، بمدينة مراكش أشغال المؤتمر العلمي الأول للشبكة المغربية ـ الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث، الذي انعقد خلال الفترة من 17 إلى 19 فبراير 2025، بمبادرة من المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، بشراكة مع جامعة القاضي عياض، وعدد من المؤسسات الأكاديمية من البلدين.
وعرف المؤتمر مشاركة نخبة من الباحثين والخبراء الذين ناقشوا دور العلوم الاجتماعية والإنسانية في دعم التنمية المستدامة، وسبل تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي بين المغرب وموريتانيا، مع استعراض التحديات التي تواجه البحث العلمي في البلدين، واقتراح آليات لتثمين نتائجه وربطه بالسياسات العامة، بما ينعكس إيجابا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وخلص المشاركون إلى ضرورة تعزيز الدبلوماسية العلمية كأداة لدعم العلاقات الثنائية، من خلال إطلاق مشاريع أكاديمية مشتركة وتنظيم أنشطة علمية دورية بين المؤسسات البحثية، إلى جانب إرساء شراكات مؤسسية بين الجامعات والمراكز البحثية المغربية والموريتانية، لتسهيل تبادل الخبرات وتشجيع برامج التكوين المشترك.
كما أوصى المؤتمر بضرورة تحسين تمويل البحث العلمي، من خلال وضع آليات تمويل مستدامة تشمل الشراكات مع القطاعين العام والخاص، وإطلاق مبادرات فكرية تشمل إقامة منتديات علمية ومؤتمرات سنوية لمناقشة القضايا الكبرى التي تهم المنطقة المغاربية، إضافة إلى مأسسة الشبكة المغربية ـ الموريتانية كمظلة تنسيقية للمبادرات الأكاديمية والعلمية.
و تم الإعلان عن تشكيل الهيكلة الرسمية للشبكة المغربية ـ الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث، والتي تضم مجلسا للرئاسة ونوابا للرئيس ومقررين، إضافة إلى رؤساء للأقطاب البحثية والاستشارية، من الجانبين المغربي والموريتاني.
وتم التأكيد على أهمية الاستثمار في العلاقات الثنائية من خلال التعاون الأكاديمي والإنتاج العلمي المشترك، باعتباره ركيزة لتعزيز التكامل الثقافي والاقتصادي بين البلدين، ومواكبة الإرادة السياسية لتعزيز العلاقات الثنائية عبر مشاريع بحثية تعكس التحديات المستقبلية للمنطقة.
واعتبر المشاركون أن هذا الحدث العلمي محطة أكاديمية بارزة، تجسد عمق العلاقات المغربية ـ الموريتانية، وتعكس الرغبة المشتركة في بناء جسور فكرية متينة تدعم البحث العلمي، وتسهم في تطوير السياسات العامة على أسس معرفية رصينة.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=23546