إعداد: رشيد المباركي
اعتبرت منصة إذاعة “فرانس أنتير” أن شمال الطوغو يوجد في حالة الطوارئ بسبب تزايد أعمال العنف الجهادية. إذا كانت الحكومة الطوغولية تتسم بالتحفظ لعدم إثارة قلق قواتها في المنطقة، فقد أسفرت الهجمات عن مقتل 62 شخصا، من بينهم 54 مدنيا، منذ بداية العام.
وعلى الرغم من أن الطوغو ليست دولة يرتبط بها الإرهاب في الساحل أو غرب إفريقيا، إلا أنها لم تُستثنى، كما يوضح آلان أنتي، مدير مركز إفريقيا جنوب الصحراء، وأستاذ في معهد الدراسات السياسية في ليل وباريس: “تعود أولى الهجمات الجهادية إلى عام 2022، حسب الخطاب الرسمي للسلطات الطوغولية. يقول البعض إنه منذ عام 2019، كانت هناك تسربات، بل وهجمات معينة. ولكن منذ عام 2022، لم يكن هناك عمليا شهرين دون هجمات في هذا البلد. وتأتي هذه التسربات من شرق بوركينا فاسو وثانويا من بنين، لكن في الواقع هو نفس المجموعة. بدأت من بوركينا فاسو خلايا جهادية في الانتشار في دول مختلفة من خليج غينيا”.
في عام 2017، وفي خضم حرب مالي، قررت العديد من الجماعات الإرهابية الجهادية أن تتكاتف للدفاع عن الإسلام والمسلمين، حيث كنا إزاء اندماج لمجموعات مختلفة حول تنظيم القاعدة. واليوم، فإن المكونات الرئيسية لهذه المجموعة هي أنصار الدين في شمال مالي، وكاتبة ماسينا في جبهة تحرير ماسينا. في وسط وغرب مالي، تقع أنصار الإسلام في شمال بوركينا فاسو وكذلك كتيبة حنيفة، وهي مجموعة موجودة في شرق بوركينا فاسو وهي المسؤولة عن عمليات التسلل هذه.
بينما تنتشر ظاهرة توسع الجماعات الجهادية في الطوغو، فإن أسباب هذه الهجمات الإرهابية تتباين: “إن التوسع الجهادي في بلدان خليج غينيا يحدث لعدة أسباب. الأول هو أنه غالبا ما يصاحب مشاكل السكان الرعاة الذين لديهم وصول أقل وأقل إلى مراعيهم، التي يستخدمها السكان المستقرون. هناك أيضا رغبة في التوسع جنوبا لزيادة موارد المجموعات. مع توسعهم، ابتزوا التداول التجاري، وفرضوا ضرائب على بعض السكان، وأخيرا، هناك منطق اقتصادي أيضا يدعم هذا التوسع.