ما الإسلام الذي يجب اتباعه والإيمان به؟

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس8 يوليو 2021آخر تحديث : الخميس 8 يوليو 2021 - 8:27 مساءً
ما الإسلام الذي يجب اتباعه والإيمان به؟

الصادق العثماني – باحث في الفكر الإسلامي وقضايا التطرف الديني
الظروف السيئة والخطيرة التي تمر بها الأمة المسلمة وأهل الإسلام وأحزابهم وتياراتهم الدينية على وجه التحديد تحتم علينا التعامل مع الدين بعقلانية، كما نحتاج كذلك إلى عقلانية الخطاب الديني وخصوصا فيما يتعلق بجوانبه العلمية المادية المتعلقة بشؤون الحياة الدنيوية، وإلا ستصبح مؤسساتنا الدينية الرسمية وسادتنا العلماء والمشايخ والدعاة أضحوكة بين الناس، في عالم تعددت فيه المعارف والأفكار والثقافات والحضارات.

لهذا نحن في حاجة ماسة إلى قراءة جديدة للقرآن الكريم ولرسالة الإسلام عموما ولتراثنا الفقهي على وجه التحديد؛ مع مراعاة تغيرات الزمان والمكان وواقع حياة الناس وأعرافهم وعاداتهم وتقاليدهم..

فبعض علمائنا الآوائل وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تنبهوا مبكرا إلى أهمية تجديد الدين وعقلنته، ففرقوا بين نصوص القرآن الكريم القطعية الثابتة منها والظنية، كما فرقوا بين الثابت و المتحرك في الشريعة الإسلامية وبين شؤون الدين والدنيا، بالإضافة إلى تمييزهم بين معاني النصوص الظاهرية وبواطنها ومقاصدها الكلية، مبتعدين عن القراءات الانتقائية التجزيئية المخلة بمعانيها السامية ومقاصدها الكلية، فكانوا رضي الله عنهم أجمعين أوضح رؤية وأكثر وعيا وفقها وشجاعة وإقداما على التجديد من كثير من علمائنا وفقهائنا اليوم ومن بعض الجماعات الإسلامية المعاصرة التي ترفع شعارات التنوير والإصلاح، مع أنها موغلة في التقليد والجمود والتطرف والتشدد والتنطع؛ بحيث تتعامل مع نصوص القرآن الكريم ومع الحديث الشريف ومع التراث الإسلامي عموما بانتقائية مجتزأة بما يخدم أيديولوجتها ومصالح جماعتها !

ومن أجل ذلك أصبح لكل تيار إسلامي دين جديد يدعو إليه وينشره ويدافع عنه بالحديد والنار وما أوتي من قوة، ولهذا ينبغي على الأمة المسلمة ومراجعها الدينية ومؤسساتها الإسلامية المختصة أن تحدد لنا ما الإسلام الذي يجب اتباعه والإيمان به؟

أم سنظل نكافح الإرهاب والتطرف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها !

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.