ماذا نعرف عن القيادة السامة في بيئة العمل !

دينبريس
دراسات وبحوث
دينبريس23 يناير 2022آخر تحديث : الأحد 23 يناير 2022 - 9:27 مساءً
ماذا نعرف عن القيادة السامة في بيئة العمل !

ذ. محمد جناي
تعد بيئة العمل الإيجابية مفتاح النجاح لأي منظمة تتطلع للتميز والاستمرار في الإبداع والابتكار والمنافسة ، ولا يتأتى هذا إلا من خلال تعاون جميع الأفراد العاملين بها ومعرفة أدوارهم بشكل واضح ومعلن ، ولكن عندما يتم تغيير بيئة العمل هذه وتلوثها ، فإن مناخ العمل سيصبح ساما ويبدأ العمل الجماعي بالفشل وستكون من نتائجها خيبة الأمل والتوتر لأعضاء الفريق.

وبيئة العمل عرفها الشنواني: ” هي كل ما يحيط بالفرد في عمله ويؤثر في سلوكه وأدائه وميوله تجاه عمله، والمجموعة التي يعمل معها والإدارة التي يتبعها، وتتضمن ظروف العمل المادية : الإضاءة ، والضوضاء، والنظافة، ودرجة الحرارة، والتهوية ، وحوادث العمل، والرعاية الصحية، وغيرها ، فضلا عن ظروف العمل الاجتماعية ونوعية التأطير والقدرة على الاندماج مع مجموعة العمل ، والشعور بالراحة النفسية والمعاملة الإنسانية”.

بينما يستخدم مصطلح ” بيئة العمل السامة “للدلالة على الجو السلبي السائد بمكان عمل ما ، والممارسات والسلوكيات التي تعرقل أداء المنظمة ، وتحول دون تطور الموظفين العاملين بها، ولا تساعدهم على الإنجاز، أو العمل ، بيئة العمل هذه تفتقد أساسيات النجاح المهني، سواء على صعيد الإدارة ، أو التعامل بين الموظفين أنفسهم .

حيث عرفها “والتون ” أي بيئة العمل المسمومة أنها ” منظمة تتفشى فيها العديد من السلوكيات المختلة والهدامة والاستغلالية والتعسفية دون وجود رادع حقيقي”، وهي بيئة لديها نمط مستمر ومتكرر من أعمال الاستغلال ، أو المضايقات ، أو التمييز ، وبمرور الوقت يتم تجاهل هذه الأفعال ، والسماح بوجودها أو دعمها ، ولايتم اتخاذ الخطوات المناسبة لتصحيح الوضع.

وعرفها “ليبمان بلومن” بقوله :”القادة الذين يمارسون العديد من السلوكيات العدوانية والذين يظهرون بعض الخصائص الشخصية المختلة وظيفيا وحتى نقول عن هذه السلوكيات والسمات الشخصية أنها سامة ، يجب أن تلحق أضراراً جسيمة ودائمة بمرءوسيهم ومنظماتهم”.

وهذه السمات يمكن أن نجملها على النحو التالي:

أولا : التكبر وسوء التواصل

تتصف القيادة السامة بالتكبر والعجرفة والاستعلاء والترفع على الآخرين ، مع سوء تواصل مع المرؤوسين ، ويعتقدون دائما أنهم على صواب ويتوقعون من الآخرين قبول كلامهم لمجرد أنه رئيس.

ثانيا: التفريط والإهمال بتوفير احتياجات الموظف

إغفال تحديد احتياجات الموظفين وعدم الاستجابة لمتطلباتهم الأساسية والاعتناء بهم تؤثر بشكل سلبي ومباشر على كفاءة العمل.

ثالثا: مستبد

مستبد برأيه ، لايقبل سماع آراء الآخرين ، يتخذ القرارات دون مشاركة ولا يقبل الاعتراض على هذه القرارات.

رابعا: انعدام المرونة

انعدام المرونة يؤدي إلى صعوبة التأقلم مع التغيير مما يؤثر بشكل مباشر على تحسين الأداء والافتقار إلى الابتكار مما يؤخر تقدم المنظمة وتطورها.

خامسا: سوء إدارة الوقت

عدم القدرة على التخطيط والقيام بتنظيم الوقت لتنفيذ المهام بكفاءة بسبب ضعف قدرات ومهارات إدارة الوقت لديهم ، الأمر الذي يترتب عليه زيادة مستوى ضغوط العمل لدى العاملين وهذه الزيادة في مستوى ضغوط العمل يمكن أن تؤدي إلى نتائج سلبية مثل عدم تحقيق الرضاء في العمل وسوء الأداء وقلة الإنتاجية.

سادسا وأخيرا: لا يشجع الإبداع ولا يدعمه

عدم إدراك مواهب الموظفين وإبداعهم وعدم فتح المجال للأفكار الإبداعية بالتهميش والإبعاد، يؤدي إلى تلاشي الرغبة لدى الموظف في تطوير قدراته مما ينعكس على الدافعية لديه.

وخلاصة الكلام : مكان العمل الرائع والمثالي هو المكان الذي تشعر فيه بالثقة في الجهة التي تعمل لديها، وتشعر بالفخر بما تقوم به ، ويسعدك العمل مع الأشخاص الذين تعمل معهم .
ــــــــــــــــــ
هوامش:
بيئة العمل السامة ، محسن بن نايف ، من إصدار شركة تنمية المعرفة KDCompang مركز استشارات تطوير الأعمال والجودة ، أبريل 2019.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.