انطلقت اليوم الأربعاء بمدينة تيزنيت، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، أشغال المؤتمر الدولي “محمد المختار السوسي: عطاؤه العلمي وجهده الإصلاحي”، الذي تنظمه جامعة ابن زهر بأكادير بالتعاون مع المعهد الأوروبي للدراسات الفلسفية ببروكسيل، ويستمر إلى غاية 21 فبراير 2025.
يشكل هذا الملتقى العلمي مناسبة أكاديمية بارزة لاستعراض الإرث الفكري والمعرفي للعلامة محمد المختار السوسي، أحد أبرز رواد الفكر المغربي في العصر الحديث، وصاحب مؤلفات مرجعية مثل “المعسول” و”سوس العالمة”، التي تعتبر من أهم المصادر حول تاريخ وعلماء منطقة سوس ودورها الثقافي والفكري.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على إسهامات المختار السوسي في تجديد الفكر الإصلاحي بالمغرب، من خلال مناقشة جهوده العلمية والتربوية التي شملت مجالات متعددة، أبرزها اللغة والتاريخ والتصوف.
ويسعى إلى تحليل فكره من زوايا متعددة، عبر مقاربات أكاديمية تجمع بين البحث التاريخي، والتحليل الفكري، والنقد الأدبي، مما يتيح تقديم رؤية متكاملة حول شخصيته وتأثيره في المشهد العلمي المغربي.
ويتضمن برنامج المؤتمر ندوات أكاديمية وجلسات علمية يشارك فيها نخبة من الباحثين والمفكرين، حيث يناقشون العمق الإصلاحي الذي حمله المختار السوسي، والذي تجلى في مشاريعه العلمية والتربوية الهادفة إلى النهوض بالفكر والثقافة المغربية.
وشارك رئيس الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني في أشغال المؤتمر، حيث ألقى عرضا افتتاحيا حول “الروح الإصلاحية التي بثها المختار السوسي”.
وأكد أن هذا الحدث العلمي يعد فرصة لتعميق النظر في إنتاج هذه الشخصية الإصلاحية وعطائها العلمي الغني والمتنوع.
كما وصف العثماني المختار السوسي بأنه “عبقرية فذة وإبداع سامق، وهو درس للأجيال في قدرة شخص واحد على إنجاز أعمال ينوء بها العصبة أولو القوة”، في إشارة إلى حجم إسهاماته الفكرية والإصلاحية التي أثرت في الفكر المغربي.
ويعكس هذا المؤتمر، الذي يجمع نخبة من الأكاديميين والمفكرين، الاهتمام المتزايد بإحياء التراث الفكري المغربي، وتسليط الضوء على أعلام الفكر الذين أسهموا في تشكيل الوعي الثقافي والديني للبلاد.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=23534