14 أكتوبر 2025 / 19:30

“لوموند”: خطة ترامب لغزة.. الضرورات لسلام لا يزال بعيد المنال

إعداد: رشيد المباركي

أشارت افتتاحية صحيفة “لوموند” إلى أنه إذا لم تصاحب اتفاقيات شرم الشيخ أي جهود دبلوماسية كبيرة، فإن النجاح الذي حققه دونالد ترامب بلا منازع في 13 أكتوبر، بتحرير الرهائن الإسرائيليين ووقف القصف على غزة، لن يكون إلا عودة إلى الوضع الذي كان سائدا قبل 7 أكتوبر 2023، مضيفة أن ملف آخر الرهائن الإسرائيليين الأحياء تم طيه، وكذلك الحال بالنسبة للفلسطينيين في غزة، الذين خضعوا للقصف الإسرائيلي العشوائي منذ أحداث 7 أكتوبر 2023 التي ارتكبها حماس. كما استعاد ما يقرب من 2000 أسير فلسطيني حريتهم مقابل هذه التحريرات.

هذا “اليوم التالي” حسب “لوموند”، يبقى غامضا وغير محدد المعالم. الإرادة القوية التي أظهرها، في 13 أكتوبر، دونالد ترامب على منصة الكنيست، البرلمان الإسرائيلي، ثم خلال قمة شرم الشيخ في مصر، لا يمكن أن تُخفي الغموض في الخطة التي قدمها في البيت الأبيض في 29 سبتمبر، والتي تهدف إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وبأسلوبه المتأصل في المبالغة، أعلن رئيس الولايات المتحدة عن “فجر جديد” و”عصر ذهبي” للشرق الأدنى والشرق الأوسط. وتحقيق إمكانية تجسيد ذلك يستلزم استقاء الدروس من الآلية الجحيمية التي أدت إلى الانفجار العنيف غير المقبول في 7 أكتوبر.

يتعلق الأمر بالحصار القاسي الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة بعد قدوم حماس في 2007، والذي كان الهدف المعلن منه منعها من إلحاق الضرر. كما يجب على القوى الكبرى أن تقدر عواقب تقاعسها السابق في الوقت الذي بدأت فيه الرأي العام، بما في ذلك في الولايات المتحدة، بالتحرك للتنديد بالظلم الواضح الذي يُرتكب ضد الفلسطينيين. لقد اعتادت واشنطن على تفويض هذا الصراع لإسرائيل، التي بذلت كل ما في وسعها لتقليص دور السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى دور مساعد فقط.  كما ظلّت الدول الأوروبية بنفس القدر من اللامبالاة. وكان سلوك إسرائيل تجاه الفلسطينيين وجهودها الوحشية في الاستيطان يتعارضان مع روح ونص اتفاق الشراكة الذي يربط الدولة العبرية بالاتحاد الأوروبي. كما شاركت بعض الدول العربية، من خلال التطبيع المشروط مع إسرائيل، في محاولة لإخفاء الحقيقة انتهت بمذبحة رهيبة.

إذا لم يصاحب هذا الاتفاق أي جهد دبلوماسي كبير، فإن النجاح الذي حققه دونالد ترامب في 13 أكتوبر لن يكون إلا عودة إلى الوضع الذي كان سائدا عشية 7 أكتوبر 2023. مثل هذا الوضع سيحكم على شعبين محتجزين في صراعاتهما العاطفية أن يعيشان في رهبة المجازر الجديدة.