دين بريس. رشيد المباركي. بتصرف عن صحيفة “لوموند”
اعتبرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن إصرار روبرت فرانسيس بريفوست، الذي انتخب خلفا للبابا فرانسيس، على أن يكرر كلمة “سلام” عشر مرات خلال خطابه في ساحة القديس بطرس، أمر دال، ولهذا يتردد صدى المصطلح اليوم بشكل مختلف مع ما كان عليه الواقع الدولي وقت انتخاب سلفه.
أضافت الصحيفة أنه في عام 2013، لم تكن هناك حرب في أوكرانيا أو دمار غير مسبوق لغزة. لم يفرض تنظيم “الدولة الإسلامية” سلطته بعد على جزء من سوريا والعراق. ومع ذلك، فإن البابا الأرجنتيني، الذي رأى ما أسماه “الحرب العالمية الثالثة مجزأة” تتصاعد، جعل “السلام” تدريجيا قيمة مطلقة، حيث اعتبر امتلاك الأسلحة النووية، وبالتالي الردع، غير شرعي، وتجاهل تدريجيا مفهوم الحرب العادلة، الذي صاغته أجيال من المفكرين المسيحيين. دفعه ذلك، خلال الحرب الروسية ــ الأوكرانية في فبراير 2022، إلى إيجاد ظروف مخففة، والآن، الأمر متروك الآن لخليفته لإسماع صوته.
لقد استخدم ليو الرابع عشر أيضا كلمة “الجسور” ثلاث مرات، كان البابا قد أوضح ذلك في الأرض المقدسة، من خلال التأمل أمام الجدار الفاصل بين الضفة الغربية وإسرائيل، في عام 2014، ثم على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك في عام 2016، على بعد مائة متر من الأسلاك الشائكة التي تشير إلى الانفصال بين البلدين.
كانت الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري على قدم وساق في الولايات المتحدة، ووعد دونالد ترامب ببناء جدار لحماية الولايات المتحدة من المهاجرين. قال فرنسيس: “من يريد بناء الجدران وليس الجسور ليس مسيحياً”.
من خلال اتخاذ الاسم البابوي ليو، يؤكد هذا الأخير أخيرا انتماءه إلى تيار اجتماعي في الكنيسة، بالإشارة إلى ليو الثالث عشر وإلى رسالته التاريخية ريروم نوفاروم، التي أدخلت القضية الاجتماعية والعمالية في تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. بالنسبة لفرانسوا، كانت القضية الاجتماعية هي أولا قضية “الذين بلا”، “بلا مأوى”، “بلا عمل” و”بلا أرض”. ليو الرابع عشر، الذي هو من أمريكا الشمالية والجنوبية، سيكون لديه بلا شك رؤية مختلفة بعض الشيء، فهل تكون هذه تركيبة جديدة لعصر آخر؟