27 أبريل 2025 / 22:24

لقاء حواري حول مستجدات التيار السلفي في المغرب والمنطقة العربية

دين بريس. رشيد المباركي

في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب التي يُنظم منذ 17 أبريل الجاري بالعاصمة بالرباط، نظم رواق مؤسسة مؤمنون بلا حدود، لقاء حواريا مع الكاتب منتصر حمادة، من أجل تسليط الضوء على كتاب سبق أن أصدرته المؤسسة منذ سنوات، وعنوان “في نقد العقل السلفي” السلفية الوهابية في المغرب نموذجا”، وصدر بشراكة أيضا مع المركز الثقافي العربي، وقد أجرى اللقاء الباحث السوري حسام الدين درويش، الذي أصدرت له المؤسسة عدة كتاب مؤخرا.

كان اللقاء مناسبة لطرح عدة أسئلة حول مستجدات الظاهرة السلفية والحركات الإسلامية في المغرب وكلك في الوطن العربي، التحولات التي مرت منها السلفية في المغرب والمنطقة العربية قبل وبعد 2011، ما الجديد الذي يمكن إضافته اليوم في مطلع 2025 على الكتاب الصادر منذ سنوات، إضافة إلى إبداء بعض الملاحظات النقدية الضرورية حول الكتاب، وهو النقد المهم الذي من المفترض أن يتعامل انطلاقا منه، مع مجمل مؤلفات الساحة.

في معرض الحديث عن منعطف 2011 على الحركات السلفية، أكد منتصر حمادة أنه إن كانت السلفية في المغرب والمنطقة العربية بشكل عام، موزعة إجمالا على تياري السلفية العلمية أو السلفية التقليدية، مقابل السلفية الجهادية، فإن الجديد الذي عاينا في مصر على الخصوص، مع تكتل تنظيمي وازن، وبدرجة أقل في المغرب مع بعض الأسماء، هو ظهور ما يمكن الاصطلاح عليه بالسلفية الحركية، والمقصود بها تيار سلفي لم يعد يقتصر على العمل الدعوي الصرف، وإنما انخرط في العمل السياسي، كما اتضح بشكل جلي مع تجربة سلفية الإسكندرية التي كانت وراء تأسيس حزب النور السلفي، أو بعض الأسماء السلفية في المغرب التي كانت محسوبة على تيار الشيخ عبد الرحمن المغراوي، لكنها انتقلت إلى العمل السياسي، عبر الانضمام على الخصوص إلى حزب العدالة والتنمية أو التحالف معه.

تحول آخر عايناه مع السلفية الجهادية، يضيف منتصر، ويهم ظاهرة المراجعات، حيث إنه في مرحلة ما قبل أحداث 2011، كانت العديد من الأسماء السلفية منخرطة في المراجعات، وخاصة رموز الجماعة الإسلامية المصرية أو حركة الجهاد، لكن اندلاع تلك الأحداث، جعل هذا التيار ينقسم على اتجاهين اثنين على الأقل: الاتجاه الأول بقي وفيا لخيار المراجعات، ويتقدمه ناجح إبراهيم، والذي إلى وقت قريب، ألف كتابا مشتركا مع الباحث هشام نجار، بعنوان “داعش: السكين التي تذبح الإسلام”، حيث كشف الكتاب زيف ما ذهب إليه الجهاديون وحلفاؤهم، ومقابل هذا الاتجاه، عاينا اتجاها تراجع عن تلك المراجعات، لأن ربما بسبب تأثير الفورة الإسلاموية حينها، مع فوز العديد من الأحزاب الإسلامية الحركية في انتخابات رئاسية أو تشريعية (في كل من مصر والأردن والمغرب)، بل نظم في توسن أكبر مؤتمر إقليمي لحزب التحرير، الذي يدعو إلى إقامة، على غرار ما تدعو إليه جماعة العدل والإحسان، ضمن جماعات أخرى.

بخصوص الجديد الذي يمكن إضافته إلى النسخة الأولى من الكتاب، إذا ما صدرت طبعة مزيدة ومنقحة، أشار منتصر حمادة، إلى أنه في التعامل مع التيار السلفي، من المهم فتح فنوات الحوار قصد إقناع الأتباع بتبعات التشدد في الخطاب، خاصة في سياق مغربي وعربي إجمالا، يتميز بوجود تدين إسلامي معتدل ووسطي منذ قرون مضت، وليس منذ أمس، وأن ظاهرة الصحوة الإسلامية أو اليقظة الدينية أو الإحيائية بتعبير رضوان السيد، كانت تحظى منذ عقود مضت، بدعم عدة دول خليجية، بخلاف الأمر اليوم، وخاصة بعد منعطف يونيو 2013، فالأحرى ما نعاين خلال السنوات الماضية، أي تراجع أغلب الدول الخليجية عن دعم التيار السلفي، بخلاف الأمر مع الدعم المستمر الذي يهم المشروع الإخواني.