17 أكتوبر 2025 / 15:26

كيف تعاونت الولايات المتحدة والعالم العربي لإبرام اتفاق غزة؟

رشيد المباركي

أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ بمصر، كان ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة شاركت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، والتي نجحت معا في الضغط على كل من حماس وإسرائيل للتوصل إلى تسوية بعد عامين من الحرب. وجاء الاختراق في 8 أكتوبر بوصول المبعوثين الأمريكيين إلى مصر لإحياء المحادثات، فيما حثّ رئيس وزراء قطر الأمريكيين سرا على الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات. وأبدت حماس لأول مرة استعدادها لإطلاق جميع الرهائن دون انسحاب كامل، مقابل إفراج إسرائيل عن آلاف الأسرى، لكن الخلاف حول مساحة الانسحاب الإسرائيلي ظل العقبة الأبرز أمام الاتفاق.

كما أشارت الصحيفة إلى أنه تحت ضغط أمريكي كبير – بما في ذلك ثلاث مكالمات مباشرة من الرئيس ترامب – قبل كبير المفاوضين الإسرائيليين، رون ديرمر، في النهاية تسوية. ووافقت حماس على مضض، فيما ركز الوسطاء على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بدلا من القضايا الأوسع كانسحاب إسرائيل الكامل أو نزع سلاح حماس، معتبرين أن تضييق المفاوضات يسهل التوصل لاتفاق. وتميزت هذه الجولة بتفويض كامل للوفدين، خلافا للجولات السابقة التي افتقرت فيها وفود نتنياهو لسلطة القرار.

أوضحت الصحيفة أن الطرفين قدما تنازلات مع تقدم المفاوضات، إذ وافقت إسرائيل على التخلي عن نحو نصف غزة مع الاحتفاظ بالسيطرة على الباقي لضمان نفوذها في المفاوضات المقبلة، بينما تردد خليل الحية، كبير مفاوضي حماس، قبل أن يبلغ الوسطاء في وقت متأخر من الليل بموافقة الحركة على الشروط رغم اعتبارها غير عادلة، مفضلا وقف القصف على استمرار القتال.