زعيم الخيرالله
عند سقوط النظام الصدامي البعثي، ارتفعت لهجة التخوين للشيعة، ولم يخونوا صداما الذي اختفى، ثم بعد ذلك أخرج من الحفرة ذليلا، وسقط نظام بشار الأسد البعثي، الذي كان داعما للمحور الآخر، وكان جدار الصد ضد الصهاينة لاحتلال الأرض السورية.
تخوين الشيعة لم تكن مسألة جديدة…عندما سقط نظام الخلافة العباسية على يد المغول، لم يحمل الخليفة العباسي مسؤولية ضياع الخلافة، بل اتهموا ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي بسقوط بغداد. هذا هو البعد الطائفي في الموضوع.
الشيعة مهما قدموا من تضحيات وشهداء ، هم متهمون لدى الطرف الآخر.
في مقالي هذا لست أنا في مقام المقارنة بين النظامين؛ إذ دموية صدام وقمعه وإجرامه لايمكن أن تقارن بإي نظام آخر، ولكن مقارنتي من باب إلزام الطرف الآخر الذي تجري الطائفية في دمه وعروقه.
هناك تشابه بين النظامين، من حيث كونهما نظامين بعثيين دمويين، ولهما تاريخ طويل في القمع والدموية، والسؤال هو كيف كانت ردة الفعل على سقوط النظامين القمعيين؟
الإعلام الأعرابي، قدم صداما للجماهير العربية بأنه البطل والمنقذ والشهيد ووصف غالبية الشعب العراقي بأنهم خونة ومرتزقة حملتهم الدبابات الأمريكية وجاءت بهم ليحكموا العراق، ووصفوا بشارا بأنه خائن باع وطنه وهرب إلى روسيا.
نحن هنا أمام نظامين متشابهين، ولكن المعايير المزدوجة لإعلام الأعراب تعاملت مع الحدثين بشكل مختلف. لماذا؟
ابحث عن السبب، فلن تجد إلا البعد الطائفي في الموضوع. اعاد العرب علاقاتهم بشكل سريع مع النظام الجديد في سورية، ولكن اعادة العلاقات مع نظام العراق الجديد تأخرت كثيراً، لماذا؟ ابحث فلن تجد إلا البعد المذهبي في الموضوع!
يقولون عن التغيير في سورية حدث بأيد سورية والتغيير في العراق كان بأيدي الاحتلال الامريكي. هل كان التغيير في سورية تم بأيد سورية خالصة؟ أم أنه تم وفق مخطط تركي أمريكي وبدعم اسرائيلي؟ وكانت هذه الجماعات المسلحة مجرد أدوات في تنفيذ هذا المخطط الجهنمي الذي سيلقي بظلاله الكالحة على المنطقة.
كل هذه الأقاويل من أجل أن يقال أن المكون الأكبر في العراق خائن تآمر مع الأجنبي وأطاح بنظام وطني. هذه القوى سترتب وتهيئ الداخل السوري ليكون مستقراً بينما العراق بعد التغيير حرك بوجهه المكون المذهبي الآخر صارخاً في ساحات الاعتصام ” قادمون يابغداد”، وأرسل أحد الأنظمة العربية خمسة الآف انتحاري إلى العراق. كل ذلك كان بدوافع طائفية.
والآن إخوة الوطن ذهبوا والتقوا بالجولاني الذي غير جلده وشكل ثيابه ليقدم على انه يقود المرحلة الانتقالية، ويتحدث بلغة مختلفة، رغم تأريخه الإرهابي الدموي، ورغم وضع الولايات المتحده له على قائمة الإرهاب وخصصت جائزة مغرية بمن يدلي بمعلومات عنه، لماذا هذه المعايير المزدوجة؟
ابحث، فلن تجد غير البعد الطائفي المذهبي في الموضوع.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=22327