دعت كنيسة اسكتلندا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى اتخاذ كل ما يلزم من خطوات سياسية ودبلوماسية من أجل إنهاء دائم للحرب في غزة، في رسالة رسمية وجّهتها لجنة إسرائيل وفلسطين التابعة للجمعية العامة للكنيسة عقب اجتماعها في ماي الماضي.
وشددت الرسالة على ضرورة التزام الحكومة البريطانية بالقانون الإنساني الدولي، ودعم مسار وقف إطلاق النار، ورفع الحصار المفروض على المساعدات الغذائية والإنسانية، والعمل على إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين.
وأدانت الجمعية العامة بشدة استئناف العمليات العسكرية في غزة، واستمرار الحصار والتجويع القسري، والتهجير القسري الجماعي، معتبرة أن هذه الأفعال تمثل خروقات صارخة للقانون الدولي.
كما دعت الحكومة البريطانية إلى التوقف الفوري عن منح تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مذكّرة بأنها سبق أن تقدمت بالمطلب نفسه في غشت 2024، وأكدت أن الاستمرار في منح هذه التراخيص يجعل المملكة المتحدة متواطئة في انتهاك القانون الدولي.
وأعربت الكنيسة عن قلقها من أن بيانات الحكومة البريطانية، التي تتحدث عن “مخاطر خرق القانون الإنساني” فقط، لا تعبّر عن حجم الانتهاكات الموثقة، مشيرة إلى وجود أدلة واضحة على القتل الجماعي للمدنيين، والتجويع القسري، والتهجير المنهجي.
واعتبرت أن الضغط السياسي والدولي ضروري لتأمين وصول المساعدات بشكل كاف ومنظم، وفرض وقف دائم للعمليات القتالية، وتسهيل الإفراج عن الأسرى.
وانتقدت الرسالة المفارقة بين تصريحات وزير الخارجية البريطاني التي وصف فيها أفعال إسرائيل بـ”الظالمة وغير المبررة”، وبين استمرار الترخيص لمبيعات أسلحة عسكرية بقيمة 127.6 مليون جنيه إسترليني في الربع الأخير من سنة 2024، رغم الحظر الجزئي المفروض آنذاك.
كما سلطت الكنيسة الضوء على التوسع الاستيطاني غير القانوني في الضفة الغربية، مشيرة إلى مصادقة الحكومة الإسرائيلية مؤخرا على بناء 22 مستوطنة جديدة.
وأوردت الرسالة شهادات من وفد كنسي زار جنوب الخليل، حيث التقى السكان ووقف على ما يعانونه من مضايقات وهدم للمنازل وهجمات متكررة، وطالبت بفرض عقوبات إضافية على المنظمات التي تنشط بشكل غير قانوني في الضفة، بدل الاكتفاء بإجراءات فردية.
وأكدت الكنيسة أن تحقيق السلام المستدام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يمرّ عبر وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء معاناة سكان غزة، ووضع حد للاحتلال المستمر للضفة الغربية منذ 58 سنة، مشيرة إلى استعدادها للقاء مسؤولي الحكومة البريطانية لمناقشة الموضوع وتقديم شهادات ميدانية عن تجربتها الطويلة في المنطقة.