1 يونيو 2025 / 09:16

كتاب جديد يفضح تورط طهران في دعم ميليشيات البوليساريو

شهدت العاصمة المغربية الرباط تقديم مؤلف جديد يحمل عنوان “البوليساريو وإيران: أسرار الإرهاب من طهران إلى تندوف”، للإعلامي والكاتب الجزائري أنور مالك، الذي كشف في ندوة صحافية عن معطيات خطيرة توثق التحالف القائم بين النظام الإيراني والجبهة الانفصالية، وتحول الأخيرة إلى أداة طيعة ضمن مشروع التوسع الإقليمي لطهران.

وعرض المؤلف تفاصيل مستندة إلى أرشيف استخباراتي مسرب من سوريا، يتضمن آلاف الوثائق التي تكشف تجنيد عناصر من البوليساريو في صفوف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتورطهم في عمليات قتالية على الأراضي السورية إلى جانب ميليشيات حزب الله.

وأكد أن العلاقة بين الطرفين لم تتوقف عند حدود التدريب، بل تطورت إلى تنسيق ميداني منتظم بإشراف مباشر من قادة إيرانيين، عبر زيارات متكررة إلى مخيمات تندوف.

وأوضح مالك أن هذا التغلغل الإيراني في الجبهة يندرج ضمن استراتيجية تستهدف شمال إفريقيا، وتحوّل البوليساريو إلى ذراع مسلحة لطهران في الساحل والصحراء، مشيرا إلى أن قادة من الجبهة تلقوا تدريبات نوعية في جنوب لبنان، شملت تكتيكات الاغتيال وحرب العصابات، وأن أسلحة تم تسليمها لهم عبر قنوات إيرانية تحولت إلى تجارة مربحة في السوق السوداء بالمنطقة.

ووثّق الكاتب، استنادا إلى شهادات من ضباط منشقين عن حزب الله والجيش السوري، ومصادر جزائرية مطلعة، كيف تحولت الجبهة إلى قناة لتهريب الأسلحة والذخائر إلى الجماعات الإرهابية في الساحل، بما فيها بوكو حرام، ما يجعلها طرفا فاعلا في تعميق الفوضى الأمنية بالمنطقة.

وأكد مالك أن العلاقات بين إيران والبوليساريو مرت بمحطات متعددة، من التدريب في معسكرات سورية ولبنانية، إلى اختراق ديني وأيديولوجي قاده الملحق الثقافي الإيراني في الجزائر أمير موسوي، الذي لعب دورا محوريا في التنسيق بين الحرس الثوري والجبهة الانفصالية.

وخلص الكاتب إلى أن ما تكشفه الوثائق يشكل دليلا واضحا على تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية مرتبطة بإيران، مبرزا أن تواطؤ النظام الجزائري في هذا المشروع يعكس تخبطا استراتيجيا بعد انهيار رهاناته على أنظمة قومية سابقة، وفشله في استنزاف المغرب عبر دعم مشروع انفصالي متهالك.

الكتاب الصادر بلغات متعددة، من بينها العربية والفرنسية، يتضمن بيانات وأسماء وتفاصيل دقيقة عن الشبكات التي تربط تندوف بطهران، ويشكل مرجعا جديدا في توثيق الأدوار الإيرانية الخفية في زعزعة استقرار المنطقة المغاربية.