قواسم وفوارق بين جماعة “العدل والإحسان” ويسار الستينات

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس7 مارس 2021آخر تحديث : الأحد 7 مارس 2021 - 11:23 صباحًا
قواسم وفوارق بين جماعة “العدل والإحسان” ويسار الستينات

إبراهيم أتحاش
من يتمعن في أداء جماعة “العدل والإحسان”، بما في ذلك النمعن في تكتيكاتها “النضالية والسياسية” نجدها شديدة الإلتصاق بالتكتيكات اليسارية ليسار الستينات والسبعينات، خطها السياسي هو وريث اليسار الراديكالي وإن تدثر بالمسحة الدينية.

* على مستوى الخطاب أزل المصطلحات الدينية تجدك أمام خط وخطاب يساري اشتراكي حتى ماركسي لينيني، سواء في اللغة السياسية أو النقابية / الاجتماعية.

* على مستوى الممارسة حاولوا تتبع آثار اليسار وتقليده والتحرك بنفس أسلوبه، لكن الزمن اليساري القوي باندفاعته وخطاب تحرر الشعوب والوحدة العربية ومحاربة الأنظمة الملكية لم يعد متوفرا بذلك الزخم وبنفس شروط البيئة التي صنعته في بداية التسعينات إلى نهايتها وهي فترة أوج صعود الإسلاميين ومنهم “العدل والإحسان”.

لم يرتبطوا بالمغرب كبلد بتاريخه ورجالاته ولا حتى بحاضره ومستقبله، روحهم كان دائما مشدودة إلى رجال الماضي من جيل الخلفاء ثم علماء المشرق وأولياء المغرب، فمراجعهم السياسية المنحوتة في المخيال هي مشرقية الروح والهوى، ومراجعهم السياسية حين أرادوا النضال في السياسة كانت ماركس ولينين واليسار العربي والمغربي.

حضور المغرب كهم عندهم ضعيف جدا إلى غائب، فأفقهم لم يكن المغرب بل الجغرافيا العربية، في تجاوز كلي لحقيقة أنه لا يمكن التحرك ابتداءا دون امتلاك مشروع وطني، وهم لا يمتلكونه.

مؤسف أن عشرات الآلاف من الطاقات الشبابية ومنهم نجباء كثر كان تأطيرهم غير وطني وتثقيفهم السياسي معارض لكل ما هو مغربي، لن تجدهم أبدا يحملون الأعلام الوطنية ولا الحديث في القضايا الاستراتيجية كمغاربة، ستجدهم يحملون الأعلام الفلسطينية والعراقية والبوسنية دون مشكل .. ستجده بعضهم على بروفايل الفيسبوك يضع العلم التركي ولن نجده أبدا يضع العلم المغربي أو التحدث كمغربي، سيتحدث كإسلامي مسلم في تعميم لجغرافيته السياسية الرافضة للواقع المغربي وربما للمغرب كواقع تاريخي وسياسي.

الرفض للمغربة واضح باستثناء عدد من الرموز والشكليات التي لعب فيها الأستاذ ياسين دورا بعد مشقة وصعوبة في التمرير، منها لبس الجلباب المغربي بدل القشابيات والفوقيات السعودية وكالقراءة على الطريقة المغربية جماعة وتلاوة الحزبين في المسجد وبعض مما شابه هذا.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.