دين بريس
انطلقت اليوم الخميس، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، أعمال القمة الدولية الثانية لزعماء الأديان تحت شعار “دور القادة الدينيين في حل النزاعات”، بمشاركة نحو 1,500 شخصية دينية وفكرية من 54 دولة، بينهم أكثر من 150 وفداً أجنبياً.
نُظمت القمة بالتعاون بين رابطة العالم الإسلامي ورئاسة الوزراء الماليزية، وسط أجواء مشحونة بدعوات إلى التحرك لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة، والتأكيد على أن القادة الدينيين مطالبون بدور يتجاوز الوعظ ليصبحوا وسطاء سلام ومؤثرين في مجتمعاتهم.
وشدد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، في كلمته الافتتاحية على ضرورة انتقال الخطاب الديني من “الرسائل العامة المجردة” إلى أفعال ملموسة تكرّس السلام والكرامة الإنسانية، مؤكداً أن “المسؤولية الأخلاقية والدينية تستدعي تحركاً عاجلاً لوقف الحروب والنزاعات”.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم عن استنكاره الشديد لما يتعرض له المدنيون في غزة، قائلاً: “كل يوم نرى الأطفال يُقتلون والمنازل تُدمر… أين صوت الضمير الذي يمثل ديننا وقيمنا الأخلاقية؟ لقد حان الوقت لأن يكون صوت القادة الدينيين أكثر وضوحاً وجرأة في مواجهة هذه المأساة.”
وفي الاتجاه ذاته، دعا وزير الشؤون الدينية الماليزي محمد نعيم مختار الزعماء المشاركين إلى التحرك كـ”قادة مجتمع”، مؤكداً أن الصوت الديني يجب أن يكون أداة لإطفاء النزاعات لا لتأجيجها.
القمة، التي تُعقد في 28 و29 أغسطس 2025، تأتي استكمالاً للنسخة الأولى التي احتضنتها كوالالمبور عام 2022، وتهدف إلى ترسيخ مكانة الدين كجسر للتقارب والتعايش بين الشعوب، في وقت يشهد فيه العالم تصاعداً للنزاعات والأزمات الإنسانية.