10 أغسطس 2025 / 00:31

في نقد الاستهداف الرقمي لصورة المغرب في الخارج

عبد الله بوصوف

الإنزال الرقمي الهائل ونشر أخبار زائفة وبث فيديوهات عبر تقنية الذكاء الاصطناعي تستهدف صورة المغرب بالخارج، ليس بالاختراع الجديد. بل ان تلك الجهات الخارجية تترك دائما بصمات فاضحة عن “الوحل الإعلامي” الذي تحاول من خلاله تلطيخ صورة المغرب بالخارج.
هذا ما لوحظ سواء من حيث التوقيت، إذ تم قبل خطاب العرش المجيد في يوليوز 2025 وأثناء عملية مرحبا وما يرافق ذلك من إعلان أرقام التحويلات التي وصلت هذا العام إلى حوالي 113 مليار درهم.
أو من حيث الموضوع اي الارتباط القوي لمغاربة العالم بوطنهم المغرب.

يبدو أن هذه العلاقة المبنية على البيعة الشرعية المتبادلة والدور الكبير لمغاربة العالم في ملف مغربية الصحراء الذي أشاد به ملك البلاد في أكثر من خطاب ملكي سامي. بالاضافة الى مساهمات قوية في مجال التنمية المجالية خاصة في البوادي المغربية.

هذه العلاقة إذن هي مصدر إزعاج لتلك الجهات المعادية للمصالح المغربية.
لذلك لا يمكننا القفز على هذه الحملة الإعلامية الرخيصة دون فضحها بالارقام و المواقف. إإطذ لاحظ الجميع الإنزال الرقمي الهائل لمحتويات لها نفس الخطاب ونفس اللغة ونفس الهدف.

لقد حاولوا التشويش على عملية مرحبا 2025 والادعاء أن مغاربة العالم مقاطعون وغاضبون وأن وجهتهم هذه السنة هي دول أخرى وليس المغرب. لكن لغة الأرقام تكذب كل بهتانهم إذ إلى حدود 4 غشت سجلت مصالح الحدود المغربية دخول أكثر من 2.7 مليون بزيادة 10% عن السنة الماضية.

لقد اثبت مغاربة العالم أن وشائج الهوية والدين و العادات والارتباط بالمغرب، هو أكبر بكثير من تذكرة سفر أو حجز غرفة فندق…هذا مع الإقرار بارتفاع الأسعار، لكن ارتباط الجالية هو روحي وديني وأن عودة المهاجر ليست كسائح عابر بل هي عودة ” الابن البار”.

لم تقتصر عملية الإنزال الرقمي على مغاربة العالم بل شملت أيضا إخواننا الافارقة، ومحاولات شيطنتهم بنشر أعمال تخريب وعنف نسبت إلى إخواننا الافارقة وأغلب ما نشر لا يمت للحقيقة بصلة.

كلنا يتذكر القرار الإنساني لجلالة الملك محمد السادس سنة 2014 و تحويله للمغرب من بلد عبور إلى بلد استقرار وإدماج، في قرار استراتيجي عميق نال اعتراف الاتحاد الإفريقي الذب منح لجلالته لقب “الرائد في مجال الهجرة والمدافع عن الهجرة الافريقية” واحتضان مقر “المرصد الافريقي للهجرة” بالعاصمة الرباط.
نذكر أن عدد المهاجرين الافارقة جنوب الصحراء لا يتجاوز 50 ألف مهاجر، إذ عمل المغرب على تسوية وضعية الآلاف منهم وضمان الحقوق الأساسية كالتطبيب والتعليم وإدماجهم في سوق التشغيل.

فمن الغير المنطقي أن نطالب بحقوق مهاجرينا بالخارج ، و ننكر نفس الحقوق على إخواننا الافارقة.

للمغرب جالية في أكثر من خمسين 50 بلد عبر العالم من ضمنها العديد من الدول الافريقية حيث يحظى المغاربة بكثير من الاحترام والتقدير.

لقد غاب عن مهندسي عملية “الوحل الإعلامي الجديدة” أن مغاربة العالم يسكنهم الوطن و يعيشون كل تفاصيل الهوية المغربية والدينية في حياتهم اليومية وأنهم رضعوا لبن الوطنية والوفاء من ثدي أمهات مغربيات حرات.
كما غاب عن تجار المواقف أن تواجد إخواننا الافارقة بالمغرب هو قرار استراتيجي وليس قرار انفعالي. لذلك لن تنفعهم بضاعتهم الفاسدة و لن تهز المغرب حملات رقمية معروف مهندسيها وصانعيها.
فمغاربة العالم حاضرون في بلدهم المغرب وبقوة ولا عزاء للحاقدين.