في مديح المثقف العضوي الجديد المنفتح على منصات التواصل الجماهيرية

14 يوليو 2025

عبد الجبار الغراز

أصبحت وسائط التواصل الجماهيري في زمننا الراهن تشكل رهانا كبيرا في كسب المعركة الكبرى نحو بناء الوعي والمعرفة والتأثير في قاعدة عريضة من الجماهير. فالمثقف، المعتزل لهذا المعطى الرقمي الجديد والقابع في أبراجه العاجية في انتظار الذي يأتي ولن يأتي، يشبه ذاك الذي يصرخ في خلاء جرداء، أو ذاك الذي احتفظ بـ”حكمه الخالدة” لنفسه وأودعها في متحف ذاكرته.
إن المثقف المنفتح على هذه الوسائل التواصلية الجديدة لم يفرط أبدا في عمق تفكيره ولم يتنازل عن القيم المعرفية الراقية ومعاييرها المعروفة، بل هو، من خلالها، أصبح في معمعان المعارك الوجودية المصيرية، حافرا له أثره فيها ، معيدا بقوالب أسلوبية وتواصلية جديدة تعريف دور المثقف الجديد، في عالم باتت فيه الكلمة تنتشر كالنار في هشيم الرقمنة. إنه انخراطه ليس أبدا ساذجا ولا جريا وراء شهرة رخيصة، بل هو تعبير عن ممارسة نقدية جديدة وأسلوب تواصل جديد يرجع للمثقف أولا ثقته في نفسه وفي أدواته المعرفية وثانيا يبني له استراتيجيات جديدة في تواصله مع جماهيره ومع الشارع والعامة.
لم يعد يكفي أن يراهن المثقف على الكتابة والورق ولا حتى على المساهمات الفكرية في الندوات والمؤتمرات المغلقة، بل صار الرهان الان منصبا حول التغريدات والمقاطع المرئية عل الشاشات والحوارات الحية المجراة على الهواء. فهذه هي التي أصبحت البوابات الكبرى التي يدخل منها المثقف من أجل ممارسة الفعل الثقافي وتأصيله في الوعي الجماهيري.
هذا المثقف الجديد أصبح لديه وعي بأن الجمهور لم يعد مجرد قارئ تقليدي بل متلق متعدد الوسائط. فالمهمة الملقاة على هذا النوع من المثقفين هو تفكيك المعنى الذي انتجه الشارع على مرأى ومسمع الكل وهذا لعمري شجاعة فكرية ما فوقها شجاعة تتخذ من تبسيط المعقد بدون اللجوء إلى تسطيح رخيص غايتها النبيلة.
إن الرقمي لا يكون في مثل هذه الحالات خصما للعقلاني فكم من فكرة عميقة ظلت حبيسة جدران سجن النخبوية وكم من وعي تجذر بتغريدة رائدة فتحت العيون والالباب وكانت مدخلا لطرح أسئلة جديدة وعميقة لم تطرح من قبل.
فالمثقف المنفتح على منصات التواصل وشاشات القنوات التلفزيونية لم يفرط أبدا في توابثه الفكرية بل أصبح يمارس قناعاته ضمن سياقات مختلفة وسريعة ومتجددة باستمرار دون خوف من التبسيط او من الشعبوية.
مجتمعاتها التي أصبحت موبوءة بالتفاهة أصبحت الان من أي وقت مضى في حاجة إلى مثل هذا المثقف الذي لا يختبئ خلف جدران تخصصه المعرفي والأكاديمي ولا يمد جسور التواصل ما بين الناس والمجتمع. أصبحت في حاجة ماسة إلى مهندس تصاميم المعنى وراسم خرائط طريق جديدة لهذا الأخير.

توكل كرمان.. من جائزة نوبل إلى خطاب الفتنة

عمر العمري تقدم توكل كرمان نفسها، منذ حصولها على جائزة نوبل للسلام سنة 2011، بوصفها رمزا عالميا للحرية وحقوق الإنسان، إلا أن مسارها الإعلامي والسياسي اللاحق سرعان ما كشف عن تناقض صارخ بين الشعارات والممارسة. فبدل أن تكون صوتا للحوار والسلام، تحولت إلى منبر للتحريض والتجريح، مستخدمة المنصات الرقمية لنشر خطاب عدائي يستهدف المغرب ومؤسساته […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...